أيام المؤسس 06

يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.

أرسى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قواعد الاهتمام بالرياضات التراثية ومنها سباقات الهجن، وذلك بتسخير الإمكانيات اللازمة لتأخذ هذه الرياضات مكانتها اللائقة، ففي مجال سباقات الهجن، أمر حكيم العرب بالحفاظ على الإبل لأهميتها القصوى في حياة المواطنين في السابق كأهم وسيلة نقل، ومصدر للغذاء، وكانت تمثل الارتباط بالماضي في رعاية المهرجانات والسباقات.

وتعتبر سباقات الهجن العربية الأصيلة الأكثر شعبية في الدولة لما فيها من إثارة وتشويق، وإحياء للتراث الشعبي.

أصبحت سباقات الهجن اليوم رياضة تقليدية تمتاز بتنظيم جيد تجتذب عدداً كبيراً من الملاك والمضمرين ليس فقط داخل الدولة بل في كل دول مجلس التعاون الخليجي، وبات لدى الدولة العديد من السباقات التي تقام في الوثبة والمقام والعين والمرموم وغيرها من السباقات التي تطوف إمارات الدولة كما رصدت لها جوائز قيّمة ونقدية بالملايين.

احترام ووفاء

جاء اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، برياضة سباقات الهجن تعبيراً صادقاً عن الوفاء والاحترام للماضي وللتراث الذي تجسده الهجن العربية الأصيلة، وحرصاً على إحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار، ومرت تلك الرياضة بمراحل عديدة اكتسبت من خلالها الكثير من الرعاية والاهتمام، وذلك من خلال إقامة مضامير السباقات وفق أحدث التصاميم والتقنيات التي تخدم هذه الرياضة التراثية، وتوفير الرعاية الصحية لتقديم الخدمات الطبية لسلالات الهجن العربية وإكثارها، الأمر الذي جعل من هذه الرياضة قبلة الاهتمام، ومتابعة أصحاب السمو الشيوخ

وينبع اهتمام أبناء المنطقة بالهجن بشكل عام من خلال اعتمادهم عليها اعتماداً كبيراً في مراحل حياتهم وخاصة أنها كانت الزاد والراحلة في الأيام الماضية، فقد كانت الناقلة لمتاع ابن المنطقة في ترحاله من مكان إلى مكان، وكانت عتاده في صراعه مع من يعادونه، وراحلته في السفر، ومن ألبانها ولحومها الغذاء، ومن أوبارها الكساء، وهي العز والجاه، فبقدر ما كان يملك الشخص من إبل، كان يعد جاهه ووجاهته.

فلا غرابة أن يتمسك بها ابن الإمارات الآن، فهو تمسك بالجذور، ولا غرابة أن يهتم بها، فهي حالياً ليس مصدر جاه فقط، وإنما استثمار قوي ودعامة من دعامات الاقتصاد الوطني تضاف إلى أرقام الثروة الحيوانية في الإمارات، وهي قطاع اقتصادي متكامل، فهي مصدر من مصادر الدخل، وهناك نشاطات اقتصادية كثيرة وكبيرة مرتبطة بها، فانتشار زراعة الجت (البرسيم) علفاً للحيوانات وأبرزها الهجن، وانتشار تجارة العلف بمختلف أنواعه، وصناعته، ثم العيادات البيطرية التي تخدم هذا الجانب، والعمال الذين يعملون في هذا القطاع أو القطاعات المتصلة به، ثم حركة السيارات سواء التي تخدم هذا القطاع أو التي تقدم هدايا للفائزين.

اهتمام

جاء اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برياضة سباقات الهجن تعبيراً صادقاً عن الوفاء والاحترام للماضي وللتراث الذي تجسده الهجن العربية الأصيلة، بل وصل الاهتمام إلى المشاركة والمساهمة في نجاح بعض المناسبات التراثية منها سباق الجنادرية حيث شهدت بنفسي وكنت قريباً من منصة سباق الهجن عام 2002 في الجنادرية بالرياض وبحضور المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عندما كان ولياً للعهد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعدد من كبار قادة الدول العربية منهم عاهل البحرين والأردن وكنت قد رافقت سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان خلال ترؤسه لوفد اتحاد الكرة في المشاركة بكأس الخليج العربي لكرة القدم بالرياض.

تطوير

من أوجه التطوير وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تم استخدام الركبي الآلي ويهدف للحفاظ على سلامة الركبية الصغار، وهو عبارة عن روبوت يتم تثبيته فوق المطية وإلباسه ملابس تجعله يظهر كما الركبية الصغار، الذين كانوا يقودون الهجن في السباقات قبل تطبيق هذا النظام الذي تم تجربته في الـ18 يوليو 2005 لأول مرة في سباق تجريبي بالوثبة ونجح نجاحاً كبيراً شجع على التوسع في استخدامه في كل السباقات في كل الميادين.