أيام المؤسس 08

يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.

لم ينس التطور المتنامي لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على يد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه - أهل الإمارات ماضيهم العتيد والذي ارتبط دائما بالبحر الذي شكل مصدر الخير والرزق الوفير.

ولعل المؤسس برؤيته الرشيدة وفكره الثاقب كان يملك بعد نظر في تحفيز الأجيال وأبناء اليوم للاقتداء بسيرة الأولين ورحلاتهم الشاقة في هيرات الخليج العربي بحثاً عن الرزق الوفير وسد الرمق من لقمة العيش وقتها، حيث كان البحر في الخليج العربي أو سواحل بحر العرب المطلة على المحيط الهادي هي الاتجاه الأول لأهل الإمارات لذا اختلفت مهنهم البحرية منهم من كان بحاراً ومنهم من كان سفاراً يجوبون موانئ الدول وتجد من كان طواشاً (يبيع منتوجات الغوص من اللؤلؤ الثمين).

اهتمام

ويظل زمن الغوص الذي امتد لمئات السنين شاهداً على قسوة الحياة في الخليج قبل النفط وتغيير أساليب الحياة وبفضل اهتمام المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه رفيق دربه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم باني نهضة دبي الحديثة وإخوانهما صناع الاتحاد حكام الإمارات

ولأن القائد المؤسس كان صاحب رؤية ثاقبة وبعد نظر فإن السباقات البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة اكتسبت الكثير من المميزات، التي جعلتها مثل المحيط الذي يجمع شمل الأمة ليس في الدولة فحسب بل تعدى الأمر إلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي فلم تقتصر المشاركة فيها على أبناء الدولة فقط،بل امتد ليشمل أبناء دول مجلس التعاون الخليجي الذين يشاركونا في أمور كثيرة مثل كاهل يجمعهم القرابة والدم والمصير وأيضا الخليج العربي المطل على جميع دول مجلس التعاون الخليجي والذي جعل العادات واحدة دون تغيير.

لقد أضحت السباقات البحرية وبفضل تلك الجهود نواة ليستفيد من تجربة الإمارات ورؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، حيث انتشرت السباقات البحرية بل أن جميع دول المنطقة باتت تستحضر ماضيها من خلال الكرنفالات والفعاليات البحرية التي تعيد تاريخاً حياً ومضى في المنقطة لكنه ما كان أن يستمر لولا توجيهات ورؤية القائد المؤسس.

واليوم وما تابعته شخصياً من خلال عملي في حقل الصحافة الرياضية على مدى حقب زمنية مختلفة رأيت بأم عيني مدى التطور الكبير الذي حدث في الرياضات البحرية وتحديداً السباقات البحرية التراثية والتي كانت نواة منذ بداية عقد الثمانينات في العاصمة الحبيبة أبوظبي والتي شهدت اهتمام المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتطوير الموروث الحضاري شأنه شأن اهتماماته المتعددة بالرياضات التراثية مثل الصيد بالصقور وسباقات الهجن وكذلك اهتماماته المجتمعية بتطوير البنى التحتية والتعليم والمرأة والبيئة

فكر

من عام بعد عام وجدنا أن السباقات البحرية والتي نحن هنا بصدد سردها وخاصة السباقات البحرية التراثية المحلية والخاصة بالقوارب الشراعية 43 قدما والتي كانت نواة لهذه الفئات حيث نظم العديد من السباقات في العاصمة الحبيبة أبوظبي قبل أن تنتقل بنفس الصورة إلى إمارة دبي والتي اهتمت برسالة المغفور له الوالد الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورفيق دربه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم باني نهضة دبي الحديثة، والذي طور بفكره العميق حيث ترجم تلك الأفكار وجسدها في تأسيس منطقة الميناء السياحي في (بحر جميرا) عند ضاحية الصفوح والتي تبعد بقليل من بر دبي وتقع بينها وبين المشروع الحيوي ميناء جبل علي، لتكون معقل الرياضات البحرية حيث كان المؤسس المغفور الشيخ زايد بن سلطان شاهداً مسانداً لأخيه الشيخ راشد بن سعيد في تطوير الموروث الحضاري الكبير

ولا شك أن رؤية القائد المؤسس حاضرة مع اهتمام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والذي عرف باهتمامه الكبير بالرياضات البحرية وعشقه اللا محدود لها فقد كان صاحب المبادرة بإطلاق السباق الأطول للقوارب الشراعية المحلية 43 قدماً عام 1991 ومن ثم تحولت عام 1994 إلى السفن الشراعية 60 قدماً بعد أن سبقتها تجربة في العام الذي يسبقه بمشاركة 16 محملاً ليكون أجمل كرنفال لا يزال شاهداً على تاريخ دولتنا حيث يقام كل عام في شهر مايو.