أيام المؤسس 11
يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.
طوال حياة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، نادى بإخلاص وتفان بحتمية أن تكون دول الخليج العربي كتلة واحدة موحدة، فكان صوته هو صوت الخليج العربي الواحد، حتى تمخض عن ذلك ولادة مجلس التعاون لدول الخليج العربي من العاصمة أبوظبي في العام 1981، ليواصل مشواره بنجاح، ويثبت أنه واحدة من أهم وأنجح التجارب الوحدوية العربية رغم العواصف الكثيرة التي كانت وما زالت تحيط بدول المجلس.
ولم يقتصر صوت «زايد الخير» على تبني مشروع قيام مجلس التعاون الخليجي 81 في العاصمة أبوظبي فحسب، بل امتد بكرم إلى الجانب الرياضي، وكيفية استثمار فئة الشباب لخدمة الأهداف العليا للمجلس، فدعم إقامة البطولات الخليجية المشتركة في مختلف الألعاب الرياضية، وعمل على تقوية الأواصر بين الشباب الخليجيين في مختلف الجوانب الحياتية، وأسهم في تنمية البنية التحتية للرياضة الخليجية، لتصبح واحدة من أفضل الوجهات الرياضية في العالم.
ولا يخفى على المتابع المنصف، الدور المحوري الذي لعبته، وما زالت الحركة الرياضية الخليجية في تحقيق المزيد من التقارب والتجانس بين الأسرة الخليجية بصورة عامة، عبر تنافس أبناء الخليج العربي في أجواء أخوية بعيدة عن الحساسيات والإشكاليات التي غالباً ما تظهر في التجمعات الرياضية المماثلة.
7 مرات
ومنذ ولادة مجلس التعاون الخليجي في 1981 بالعاصمة أبوظبي، مرت الحركة الرياضية الخليجية بمحطات زاخرة بالذكريات المفرحة غالباً، والمحزنة أحياناً، من خلال إقامة العديد من البطولات الخليجية والعربية والإقليمية والدورات العالمية التي رفعت من أسهم وسمعة الرياضة الخليجية، إضافة إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 7 مرات، 5 منها للمنتخب السعودي أعوام 94 و98 2002 و2006 و2018، والكويت مرة في العام 82، والإمارات مرة واحدة في 90.
4 نسخ
ولم يتوقف نجاح المنتخبات الخليجية على إنجاز التأهل إلى نهائيات كأس العالم 7 مرات، بل تعداه إلى الفوز بلقب البطولة الآسيوية 5 مرات عبر منتخبي السعودية 4 مرات، والكويت مرة واحدة، إلى جانب التأهل إلى نهائيات دورات الألعاب الأولمبية من خلال منتخبات الإمارات والسعودية والكويت، ناهيكم عن تنظيم مونديال الشباب في السعودية والإمارات، واحتضان 4 نسخ من بطولة العالم للأندية في الإمارات.
حزمة مناصب
وأسهمت جهود «زايد الخير» في بروز العشرات من ذوي الخبرة والكفاءة سواء على الصعيد الإماراتي، أو الخليجي، وذلك من خلال حزمة المناصب الرياضية المرموقة التي شغلها أبناء الخليج العربي في مختلف المحافل العربية والقارية والدولية، ليسهم ذلك في جذب كبرى البطولات والأحداث والأنشطة الرياضية المتنوعة إلى دول المجلس، والتي حقق أبناؤها أفضل مستويات التنظيم إلى حد الإبداع.
وبلغة الأرقام، فإن دول المجلس تقيم ما لا يقل عن 500 نشاط رياضي متنوع في السنة الواحدة، ما يؤكد عمق العلاقة بين الشعب وقيادته، ويجسد حقيقة مستوى الدعم الذي يحظى به قطاع الرياضة والشباب في مختلف دول المجلس من قبل القيادات العليا في تلك الدول.
عمق العلاقة
ولا أدل على عمق العلاقة بين الشعب والقيادة في دول المجلس، من الاحتفالات العفوية التي يحرص أبناء الخليج العربي على إقامتها سنوياً، وخصوصاً ما ظهر في السنوات الأخيرة من البرامج والأنشطة التي تعنى بجوانب الرياضة المجتمعية باعتبارها مفهوماً ريادياً تنفرد دول المجلس وشعوبها الحية في تطبيقه بروح رياضية عالية غالباً ما تحظى بتغطيات إعلامية من مختلف القنوات العالمية الشهيرة.
ورغم الأهمية الفائقة لاستضافة أحداث وبطولات عربية وقارية ودولية كبرى، إلا أن احتضان بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، يبقى له طعم ومذاق و«حلاوة» خاصة جداً في نفوس كل أبناء دول المجلس، لما للبطولة من عمق تاريخي وتأثير وجداني وأثر نفسي وبعد معنوي وعمق اجتماعي يحرص عموم أبناء المنطقة على إدامته وديمومته بشتى الوسائل رغم بعض العواصف التي ظهرت في بعض النسخ!
وحرصت الإمارات بتوجيهات القائد المؤسس رحمه «زايد الخير»، على احتضان بلادنا البطولة الأقدم والأعرق والأغلى، كأس الخليج العربي في الإمارات في عامي 1982 و1994، إضافة إلى استضافة خليجي 18 في العام 2007، حيث أسهمت الاستضافات الثلاث في إحداث نهضة كروية كبيرة سواء على الصعيد الفني أو ما يتعلق بملاعب كرة القدم التي باتت اليوم الأفضل في المنطقة والشرق الأوسط.