تشير الدراسات إلى أن العدوى الجراحية تشكل 32% تقريباً من جميع العدوى الجراحية التي تلتقط داخل المستشفى علماً بأن هذا العدد يتجه نحو الإرتفاع وليس الإنخفاض ، وانه
يمكن تفادي العدوى الجراحية بنسبة 40-60% من خلال الالتزام بالخطوط الإرشادية العريضة التي توصي بطرق منع وإدارة العدوى الجراحية.
و الجدير بالذكر أن العدوى الجراحية التي تحدث بعد إجراء العمليات الجراحية تشكل 20% من جميع العدوى الجراحية المتعلقة بالرعاية الصحية، كما أن المرضى الذين تنشأ لديهم العدوى الجراحية في مواضع العمليات الجراحية يشكلون خمسة أضعاف الحالات التي يحتمل أن يعاد إدخالها إلى المستشفى بعد الخروج منه. وقد تؤدي العدوى الجراحية أيضاً إلى إطالة مدة البقاء داخل المستشفى بما معدله أربعة إلى سبعة أيام مع تزايد مخاطر حدوث الوفاة. وتتراوح العدوى الجراحية من الإلتهابات السطحية التي تقع خلال سبعة إلى عشرة أيام من تاريخ إجراء العملية الجراحية إلى المضاعفات التي تحدث بعد العمليات الجراحية والتي تشكل خطراً على الحياة (مثل التهاب التجويف الصدري بعد إجراء عمليات جراحة القلب المفتوح). والسبب في حدوث معظم العدوى الجراحية هو تلوث الجرح جراء الكائنات العضوية الدقيقة في جسم المريض نفسه أثناء إجراء العملية الجراحية.
ونظرا لخطورة العدوى الجراحية ولأن التوعية هي الخطوة الاولى فقد نظمت شركة "إثيكون" ، من جونسون آند جونسون سلسلة من الندوات ، كان اولها في ابوظبي ، والتي التي تركز أحدى على العدوى الجراحية علماً بأن هذا النوع من العدوى الجراحية يمكن منعه ويترتب عليه عبء شخصي واقتصادي كبير على المرضى وعلى أنظمة الرعاية الصحية في شتى أنحاء منطقة الشرق الأوسط. وبهذا الصدد قالت جامي فارس مدير وحدة الأعمال للرعاية الجراحية في الشرق الأوسط بشركة إثيكون: "إن إثيكون فخورة بدورها في عقد هذا الإجتماع لنخبة من القادة في مجال الرعاية الصحية مع إدراكنا لأهمية التعاون وتبادل الخبرات في إطار مهمتنا المستمرة للتقليل إلى أدنى حد ممكن من العدوى الجراحية لدى المرضى". وأضافت قائلة: "وكجزء من إلتزامنا بتحسين نتائج المرضى ونوعية الرعاية الصحية المقدمة لهم، يسرنا إطلاق هذه السلسلة من الندوات التي من شأنها أن تساعد الزملاء في القطاع الصحي نحو الوصول إلى فهم عميق وقيم حول أفضل الطرق للتصدي لهذا النوع من العدوى الجراحية ."
مضاعفات
تشكل العدوى الجراحية واحداً من أكبر المضاعفات التي تقع داخل غرفة العمليات،" كما قال ديفيد ليبرأستاذ العلوم السريرية، جامعة هودرسفيلد، المملكة المتحدة، حيث أضاف "و لأن هذه العدوى الجراحية يمكن منعها من حيث المبدأ، فإنه من المهم جدا إلتئام المجتمع الطبي معاً ليس فقط من أجل زيادة الوعي في هذا الشأن، بل وأيضاً لتبادل المعلومات وأفضل الممارسات ومناقشة طرق العمل سوياً لمنع والوصول إلى إدارة مثلى العدوى الجراحية عند وقوعها."
ومن الإجراءات التي يمكن إتخاذها في مراحل ما قبل وأثناء وبعد العمليات الجراحية للتقليل من خطر وقوع العدوى الجراحية، منع وإدارة العدوى الجراحية بما في ذلك استعمال القطب المضادة للميكروبات والمساعدة في تخفيف العبء عن كاهل المرضى ونظام الرعاية الصحية.
وهناك أيضاً توجيهات عالمية تتضمن توصيات لمنع وإدارة العدوى الجراحية استناداً إلى الدلائل المنشورة بالدراسات المتوفرة كالمحافظة على درجة حرارة سوية بعد العملية الجراحية والإستفادة من القطب المضادة للميكروبات. وبالرغم من التدابير الوقائية الحالية، تشكل العدوى الجراحية الثلث (37%) من جميع العدوى الجراحية التي تلتقط من داخل المستشفى لدى مرضى الحالات الجراحية - مما يوضح بشكل لا لبس فيه أنه ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين بذله للتخفيف من مخاطر تلك العدوى الجراحية .