مع حرصها على رقة العبارة الشعرية، وهدوء نبرتها، تأتي الجرأة والعزم الذي لا حدود له سوى الوصول بالمرأة الإماراتية إلى أرقى مصاف الإبداع.
«البيان» التقت الشاعرة الإماراتية الشابة شيخة المطيري، بعد فوزها بالمركز الثاني في مسابقة «أمير الشعراء» وحاورتها حول الإنجاز الذي حققته بالمشاركة في هذه المسابقة المحلية العربية وعن رؤيتها لها وطموحها.
مشاركتك في منافسة «أمير الشعراء» جعلتنا نشعر كما لو أنك قلت لماذا لا يكون للشعراء أميرة ثم اخترقت المسابقة ؟ منذ طفولتي وأنا أحلم أن أكون كأميرات الشعر والأدب أرتدي بردة الورد وأمشي في طرقات جمال القصيدة تحت أفيائها، كبرت وظلت الأميرة كما هي تبتسم لي كلما كتبت قصيدة جديدة، وقد كنت أنظر إلى الشاعرات في مسابقة أمير الشعراء وأغبطهن على جرأة خوض التجربة، ولكنني دائماً كنت أشعر أنني لا أملك نصوصاً تليق بهذه المنصة، إلى أن تكاثف التشجيع حولي للدخول وقد ترددت كثيراً إلى أن قررت الدخول وتجريب منصة النقد.
فخر
لم تعودي باللقب ولكن فزت بترتيب مهم هو أنك الثانية، هل يشعرك هذا بالاقتناع ؟
عندما عرفت أنني الثانية في المسابقة شعرت بفخر كبير لأنني لم أتوقع الوصول إلى هذه المرحلة من المسابقة، وكنت راضية تماماً بما منحني إياه الله عز وجل، وقد كانت الحلقة الأخيرة حلقة احتفائية للشعراء الستة الذين تأهلوا إلى المرحلة النهائية، كنت سعيدة من أجلنا جميعاً ومن أجل أخي الشاعر سلطان السبهان أمير الشعراء لهذا الموسم، وإنني مقــتنعة وراضـــية وسعيدة بما حققت في البرنامج. ومن أجمل ما حـــصل لي الاحتواء الدافئ من كل من قدم لي التهـــنئة ووقــف معي.
وأخص بالشكر أسرتي الكريمة وعلى رأسهم والدي الذي كان معي في أهم اللحظات، ووالدتي التي غمرتني بدعائها و«اتــــحاد كتـــاب وأدباء الإمارات» وأخص أستاذي الشاعر حبيب الصايغ الذي قدم لي ما لم أكــن أحلم به من الدعــــم والتشجيع، وزملائي في «مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث» والأعزاء في «ندوة الثقافة والعلوم».
هل هي مشاغبات شاعرة إماراتية، من المحلية إلى الإقليمية ثم السعي نحو العالمية، هل هو ما تعلمته من هذه التجربة؟
العالمية شيء يطمح له كل كاتب، وذلك لأنك تقيس إنسانيتك من خلال وصول ما تكتب إلى الجميع، متجردا من اللغة والتعبير إلى الكنه الإنساني الحقيقي. في هذه المسابقة التقيت بشعراء مبدعين من جغرافيات متنوعة، تطل من خلالها على تفاصيل جميلة تصنع لديك معجماً إنسانياً وشعرياً جديداً متكئاً على جذور الحياة في حكايات كل الشعراء والشاعرات.
كنت في البدايات حين أقرأ في سير الشعراء عن ترجمات قصائدهم أحلم أن يأتي اليوم الذي تترجم فيه بعض كتاباتي لأصل للجميع، وتحقق الحلم من خلال المشاركات الخارجية وترجمة مختارات من القصائد وأحد الدواوين.
فرح
ما تقييمك للمسابقة، هناك آراء كثيرة حولها، لكن نريد منك الصراحة؟
لا يمكن أن يرضى الجميع عن كل شيء، ولكن علينا الاقتراب والبحث عن مواطن الجمال في الأشياء من حولنا، هذه المسابقة تم إعدادها من أجل هدف نبيل وهو الحفاظ على بريق الشعر الفصيح، كنت أشعر بالفرح وأنا أتابع المسابقة خلف الشاشة ولم أكن أتوقع أن الفرح سيكون مضاعفاً عندما أقترب أكثر وأصبح جزءاً من المسابقة، وأقف على مسرحها، هذه المسابقة استطاعت أن تكتشف أصواتاً شعرية مدهشة قادرة على أن تحمل رسالة الشعر بكل صدق، وأن ترد على من يقول إن الشعر لم يعد بخير. الشعر بخير، بخير جداً.
علقت على وجود شخصيات استثنائية في لجنة التحكيم منها الناقد الدكتور صلاح فضل، بأنها كانت تبعث على الرهبة بالنسبة لك، كيف؟
من الشخصيات التي كنت أفكر كثيراً في تعليقاتها الدكتور صلاح فضل، وكنت أقلق عن بعد من الملاحظات النحوية واللغوية للدكتور عبد الملك مرتاض، أما الدكتور علي بن تميم فكنت أفكر في أي نص يمكن أن يقف أمام بهاء مطالعاته الشعرية والنقدية، ولكن كل هذا الخوف والقلق والترقب ذاب بعد أول لقاء، والمشهد كان محفوفاً بالاطمئنان والسكينة. لا أنسى هنا أيضاً دور طاقم العمل الذين يعملون خلف الأضواء.