استمد الشاعر والروائي حارب الظاهري أحداث روايته «عين الحسناء» من فترة السبعينات من القرن الماضي، واختار مدينة العين مسرحاً لهذه الأحداث، حيث قال: «استحضرت من خلال ذاكرة «العين» ذاكرة المدن التي لا تُضيع ملامح البشر، التي لا بد أن تحمل هذه الملامح عبر الزمن».
وأوضح في حديثه لـ «البيان»: «المدينة تتحدث عن نفسها بلهجة أهلها وبرموزها الشعوبية العربية البسيطة وتقبلها الآخر القادم للعمل أو للعيش والحياة في زمن لا توجد فيه مغريات حياتية كثيرة».
وأضاف: «هذه دلالة على جمالية الروح في هذه المدينة والتي حثتني على الكتابة وإعادة صياغة الأحداث».
رسم الأحداث
عن الرواية التي تدور أحداثها في 375 صفحة، والصادرة أخيراً عن دار كُتّاب بالشارقة قال حارب الظاهري: «ثمة بداية للحياة ولكل شيء، وما نراه من إفرازات حياتية هو نتاج أحلام وطموح واحتدام ما بين الواقع آنذاك والحلم». وأضاف: «وهو أيضاً مقاربة ما بين الماضي آنذاك بين قوسين الحاضر والقادم، وهو القادر على ترجمة الحياة بشكل أفضل رغم التحديات المؤثرة».
وعلى الرغم من أن الماضي لم يكن أجمل لكن الرواية تتحدث عن فلسفة الإنسان في الإرادة والرؤية ما بين أناس رحلوا من أجل الرزق وعادوا بما هو أبعد من الرزق وهو قراءة الحياة بشكل آخر يتجدد عبر الزمن عبر البطل الذي جاء قادراً على رسم الأحداث والأحلام مستفزاً الروح الكامنة في الحياة.
وذكر الظاهري أنه اعتمد على أحداث وشخصيات واقعية. وقال: «باعتبار أن رواية «عين الحسناء» ذات خصوصية وتجسد المكان والزمان حاولت أن أشير إلى الشخصيات من خلال أنهم رموز ولهم دلالات ووجود أو صفات لازالت عالقة في أذهان الناس». وأضاف: «هؤلاء هم مَن حركوا الأحداث في وقت ما، فالرواية تنتصر لهؤلاء وتضعهم في الوجود من جديد حتى لو كان من خلال ملامحهم أو حفظاً للخصوصية، لم أذكر الأسماء بل ظلت الملامح والأحلام تتحدث عن الزمن والمدينة».
نبض الحياة
عن أحداث روايته أشار الظاهري إلى أنها تتحدث عن طبيعة مدينة العين في السبعينات وبالذات المناطق التي حول السوق، حيث نبض الحياة اليومي والشاهد على التغيير. وقال: «المدينة تتحدث عن نفسها بلهجة أهلها وبرموزها الشعوبية العربية البسيطة وتقبلها الآخر القادم للعمل أو للعيش والحياة في زمن لا توجد فيه مغريات حياتية كثيرة، وهذه دلالة على جمالية الروح في هذه المدينة والتي حثتني على الكتابة وإعادة صياغة الأحداث».
وأوضح الظاهري سبب اختياره لعنوان «عين الحسناء» بقوله: «كل مدينة لها قصة عشق تضعك أمام تفاصيلها، ورغم أن البطل هنا يمثل رمز الزمن، فهو الفنان العاشق وهو الرسام، لكنه يخرج من هذا الرمز كشخصية واقعية».
وأضاف: «هو يحلم ويعشق بإصرار، ومن دون العشق يعيش في عزلة حقيقية ودون صداقة يتجرد من بوادر كثيرة». وأشار إلى أنه استغرق في كتابتها ما يقارب 4 سنوات. وذكر أن التجارب تجعل كل عمل أدبي مختلفاً عن الآخر، «ولأننا دائماً ما نبحث عن التجريب لدي أجندة في الكتابة وأتمنى التميز عما سبق من الأعمال التي أصدرتها».
وفي حديثه عن التعددية بين الشعر والقصة والرواية، قال الظاهري: «كما ذكرت فإن التجريب والإبداع يفرضان على الكاتب في النهاية أن يستقر على جنس أدبي، لذا أرى في الرواية اختزالاً للقصة والشعر من خلال اللغة المتفردة والمحاكاة مع الواقع وتجسيد الخيال». وأضاف: «كما أنها تفتح الأفق الإبداعي على التجليات المجتمعية والحياتية المختلفة».
سيرة إبداعية
حارب الظاهري كاتب وأديب إماراتي من مواليد مدينة العين، ترأس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات من 2003 إلى 2009 له إصدارات عدة في مجال القصة والرواية والشعر، وحصلت روايته «الصعود إلى السماء» على جائزة أفضل عمل أدبي إماراتي بمعرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2015، وترجمت إلى لغات عدة منها الفرنسية والبرتغالية والهندية والروسية.