شدا أبو القاسم الشابي باسمه في قصيدة «هكذا غنى بروميثيوس»، وقبله غرد شاعر ألمانيا الأول غوته في قصيدة «بروميثيوس»، ومثلهما الشاعر الإنجليزي لورد بايرون والفرنسي اندريه جيد والنيبالي لاكسمي ديفكوتا وكتب شليغل وكافكا.
وقبل التاريخ أنشد له هسيود وبيندار وأوفيد وسافو وهوميروس وإيسوب. تركت الأسطورة صداها الواسع في التراث المعرفي الإنساني، وتقول هذه الأسطورة إن بروميثيوس ضحى بحياته ليحمي أبناء أثينا ورمى بنفسه في أتون النار ليجلب لهم شعلة العلم والمعرفة، وقد شكّلت هذه الحكاية رمزاً في المجاميع الشعرية المعاصرة، يحمل دلالات الخلاص والتوق إلى الحقيقة والمعرفة الخالصة.
قدرات
تقول الأسطورة إن زيوس ملك آلهة اليونان عهد إلى بروميثيوس وأخيه ابيمثيوس بمهة تزويد الكائنات بما يضمن لها البقاء. أعطى ابيمثيوس البليد كل القدرات الى الحيوان ولم يترك شيئاً لأبناء أثينا، الذين لا يستطيعون أن يحصلوا على قوتهم وحماية أنفسهم.
فأشفق عليهم بروميثيوس وعلّمهم الصيد والدفاع عن النفس. ثم قام بمؤازرة إلهة الحكمة أثينا، بتعليمهم كيف يصنعون النار ويستخدمونها لصنع الأدوات للحماية وقطع الأشجار.
غير أن زيوس، الذي يرىد أن تنفرد الآلهة بامتلاك المعرفة، لم يستحسن فعله وطلب منه التوقف. فعارضته أثينا وشجعت بروميثيوس على تعليم أبناء أثينا الزراعة والقراءة والكتابة والحساب. مرت الأيام والإنسان يتطور، وبروميثيوس يحبه أكثر لأنه كان يشكره بينما هاجمت الحيوانات أخاه بعد أن أعطاها كل شيء.
حيلة بروميثيوس
وفي اللقاء السنوي في ميكون، حيث تجتمع الآلهة ويقدم لها أبناء أثينا الأضاحي، ذبح بروميثيوس ثوراً ضخماً ووزعه على جزأين. وضع في الجزء الأول العظام التي عليها اللحم الهزيل وغطاها بالدهن اللامع، ووضع في الكومة الثانية العظام ذات اللحم المكتنز وغطاها بأمعاء الثور.
ثم قدم الكومتين الى زيوس، كان العرف آنذاك أن تأخذ الآلهة ما تريد من الذبائح وتترك البقية للبشر. اختار زيوس الكومة التي يعلوها الدهن، وعندما اكتشف الحيلة، غضب وحرم أبناء أثينا، الذين يحبهم بروميثيوس، من النار حتى لا يستمتعون بالطعام والدفء ولا يتطورون.
سارق النار
عاد أبناء أثينا إلى الحياة البدائية، وخسروا ما اكتسبوه، ولم يعد باستطاعتهم أن يقوموا بأعمال الزراعة والحدادة والنجارة والبناء دون النار، كما لم يعد باستطاعتهم أن يصنعوا السلاح للدفاع عن أنفسهم، فلاذوا بالكهوف وعاشوا في البرد والظلام. تألم بروميثيوس وحزن عليه، ثم ناشد زيوس بالعفو والسماح بالنار، لكن زيوس رفض.
انتهت المناشدة بتصميم بروميثيوس على تحدي زيوس وسرقة النار من جبل أولمب «قصيدة غوته». ساعدته أثينا ودلته على مدخل سري الى مكان النار المقدسة في جبل أولمب، فسرق شعلة العلم والمعرفة ونزل بها إلى الأرض، إلى أبناء أثينا في الكهوف المظلمة.
عندئذ ثار ثائر زيوس وحكم عليه بعقوبة العذاب الأبدي. أمر بربطه الى صخرة بالسلاسل ثم أطلق نسراً متوحشاً ليلتهم كبده في النهار- في الليل ينمو الكبد لينهشه النسر في النهار. تمر الأيام والسنوات والنسر يعذب بروميثيوس إلى أن يأتي هيركليس ويقتله.
شعلة المعرفة
يقول هسيود في قصيدته الأسطورية إن زيوس خاف أن يرتقي أبناء أثينا، بعد حصولهم على شعلة المعرفة. لذلك رأى أن يشغله بما يعيقه. طلب من الحداد هيفاستوس أن يصنع امرأة، وزعت عليها المزايا الحسنة ماعدا هيرميس الذي أعطاها قلباً مخادعاً ولساناً كاذباً.
سماها زيوس باندورا ووهبها صندوقاً ثميناً وضع فيه كل الأوبئة والشرور ثم قدمها هدية الى ابيموثيوس. حذر بروميثيوس أخاه من باندورا وحثه على رفضها، لكن ابيموثيوس افتتن بجمالها وقبل بها. في اليوم الثاني فتحت باندورا الصندوق، فانتشرت منه الأمراض والشرور ولم يبق فيه شيء غير الأمل.
ملاحم أسطورية
ويعد بروميثيوس أحد عمالقة التيتان الخالدين الذين حكموا الأرض حتى بدأت الحرب الكونية التي شنها زيوس وأتباعه ليخلع والده كرونوس عن العرش. ساند التيتان كرونوس، لكن بروميثيوس ساند زيوس. فقد رأى بذكائه وقدرته أن النصر حليف زيوس. بعد انتصاره على والده، نفى زيوس التيتان الى العالم المظلم في تاراتوس، وكلف بروميثيوس وأخاه بحكم الأرض.
استاء بروميثيوس حين تحوّل زيوس الى طاغية لا يعطي ولا يرحم، فتمرد عليه. وبعد معاقبتة، أخبرت غايا ابنها زيوس أن أحد أولاده سينتزع العرش منه وأن بروميثيوس يعرف اسمه. عرض زيوس عليه العفو إذا كشف عن اسم ذلك الابن، لكن بروميثيوس، الذي رأى أن لإخلاص للإنسان إلا بخلع الطاغية، رفض وظل يتعذب حتى جاء ذلك الابن.
بيادر شعرية
تأثرت الدواوين الشعرية العربية بأسطورة «بروميثيوس»، وضمن الشعراء في مجموعاتهم الشعرية فحوى القصة، بشكل أو بآخر، كما غرفوا من بيدر الأناشيد والأغاني والسيمفونيات، التي رصعت بها الأسطورة الأدب، من النماذج على ذلك قصيدة فضيلة مسعي، التي تقول فيها: «خذني بروميثيوس/ أنا عشتار/ أنا جلنار/ أنا عنقاء هذا الزمن/ خذني رحيقا من مرح الطفل/ انشقني قدحاً من الجمر».
430
مسرحية «بروميثيوس مكبلاً» للشاعر الإغريقي ايسخيليوس عُرضت أول مرة سنة 430 قبل الميلاد ولا تزال تُعرض حتى الآن. أحدث عرض لها من إخراج ترافيس بريستون على مسرح غيتي في سانتا باربارا بأميركا في أواخر سبتمبر 2013.
1801
باليه «مخلوقات بروميثيوس» التي ألفّ موسيقاها بيتهوفن 1801.
1820
«بروميثيوس حراً» للشاعر الإنجليزي بيرسي شيلي مسرحية من أربعة فصول عرضت 1820، وتُعتبر من روائع الشعر الغنائي الرومانسي.
1910
أوبرا «بروميثية» وضع ألحانها الموسيقار الفرنسي غابريل فوريه عام 1910.
1968
أوبرا «بروميثيوس» للموسيقار الألماني كارل أورف سنة 1968..
2012
فيلم «بروميثيوس» نقل فيه المخرج العالمي ريدلي سكوت بروميثيوس من عالم جبل أولمب الى عالم الخيال العلمي. وقد حقق نجاحاً باهراً وتبناه التلفزيون. قام بالتمثيل تشارليز ثيرون ونومي رابيس ولوغان غرين ومايكل فاسبندر، وهو من إنتاج 2012.
1847
سوناتا «بروميثيوس مقيداً» للموسيقار الفرنسي شارل فالنتين آلكان 1847.
1850
سيمفونية «بروميثيوس» للموسيقار النمساوي فرانز ليستز 1850.
1881
قصيدة غوته «بروميثيوس» التي وضع ألحانها الموسيقار النمساوي هوغو وولف 1881.
1910
سيمفونية «بروميثيوس: قصيدة النار» للموسيقار الروسي الكسندر سكريابين 1910.
2012
قرص مدمج «موسيقى بروميثيوس» للموسيقي الألماني مارك ستريتنفيلد 2012.
1817
لوحة «بروميثيوس يحضر النار» للفنان هنري فريدريك فوغر رسمت 1817.
1907
كما استلهم الفنان أوتو غرينييه من الأسطورة لوحة «بروميثيوس»عام 1907.