الكتاب هو غاية ووسيلة، وجزء محوري من منظومة تحقيق العدالة المعرفية والثقافية، بين جميع فئات المجتمع، أكثر تلك الفئات أهمية واحتياجاً للقراءة والكتاب هم الأطفال. وجاء كتاب «قصص وروايات الأطفال فن وثقافة» كمحاولة من الكاتب يعقوب الشاروني، لإلقاء الضوء على مستقبل قصص وأدب الأطفال تحديداً. ذلك بالكشف عما في أدب الاطفال من فن وعلم.
ويضم الكتاب مجموعة كبيرة من المقالات المنوعة القصيرة، مقسمة إلى ثلاثة أقسام؛ القسم الأول تحت عنوان: «مستقبل قصص وأدب الاطفال»، والقسم الثاني بعنوان: «أدب الاطفال.. فن وعلم»، أما القسم الثالث فجاء بعنوان: «قصص وأدب الأطفال وحياتنا اليومية».
وتناول الكاتب العديد من الرؤى. ففي نظرة إلى قصص الأطفال في العلم، يشير إلى أن النظرة العامة هي الربط بين أدب الأطفال وأميركا الشمالية واوروبا، دون النظر إلى بقية بلدان العالم. وقد يرجع ذلك الى عائق اللغة كحاجز عن التواصل، وربما التعالي الثقافي ايضا، إضافة الى الانقطاع الفكري الثقافي من ناحيتهم.
ويلاحظ أن الطبعة الأولى لأي كتاب للطفل، تبلغ حوالي 16 ألف نسخة في فرنسا، بينما في الصين يصل العدد إلى 400 ألف نسخة. ويتصل بعدد نسخ الكتاب، توافر عدد مناسب من دور النشر، تلك التي أصبحت تتميز بكون كل دار تحدد السن الذي تتوجه إليه من الأطفال. ولا تنفصل قضية محو الأمية بالكتاب والثقافة، وكلما زاد عدد الأطفال المتعلمين، زادت القراءة واقتناء الكتب.
كما أشار الكاتب إلى الوسائل التقيمية، وعلاقتها بالكتاب والقراءة، وانتهى إلى أن الجهد الذي تحتاجه القراءة في كتاب، تحتاج مثله في القراءة على الشاشة. فيما يلزم الباحث في حقول البحث على الشاشة، أن يتسلح بالانتباه لكثرة المعلومات التي ترد دون انقطاع. أما الكتاب الرقمي فلم يزل قليل التناول فى العالم العربي.
وأعطى الكاتب اهتمامه الخاص بطفل ما قبل المدرسة، وأشار إلى ثورة في عالم كتب ما قبل المدرسة، وهو ما أطلق عليه القراءة بالحواس الخمس. وتوقف طويلا مع ما يسمى بالكتاب المرئي والمسموع «بتوظيف الصورة والصوت»، إضافة إلى أن الكتابة الأدبية أشبه بكتابة السيناريو السينمائي.
فيما قدم الكتاب الموضوعات التي تتناول المحافظة على البيئة، والتسامح، وأهمية العمل كفريق، وكلها موضوعات على كاتب أدب الاطفال الغوص فيها، مع تبسيطها.
الكتاب: قصص وروايات الأطفال فن وثقافة
الكاتب: يعقوب الشاروني
الناشر: سلسلة «اقرأ» - دار المعارف - 2014م
الصفحات: 248 صفحة
القطع: المتوسط
المؤلف في سطور
يعقوب الشاروني ولد في 1931، وتقلد منصب مندوب هيئة قضايا الدولة بمصر، ومدير عام للهيئة العامة لقصور الثقافة، إضافة إلى عمله مستشاراً لوزير الثقافة لشؤون ثقافة الطفل. أصدر مجموعة من المؤلفات، جانب كبير منها يهتم بثقافة الطفل.