يدرج كتاب «مختارات من شعر علي الجندي»، لمعده الدكتور حسين جمعة، مجموعة من أشعار الجندي. كما يوضح أنه ولد الشاعر في مدينة السلمية - حماة، في سوريا عام 1928 م، وفيها نهل دراسته الأولى، ثم غادر بلدته، وأقام في دمشق، إلى أن حصل على الإجازة بالفلسفة من جامعة دمشق عام 1956م..، كان الشاعر المبدع المتمرد أحد مؤسسي اتحاد الكتاب العرب، ونائباً للرئيس منذ سنة 1969 م.

كما أنه يعدّ واحداً من روّاد حركة تجديد القصيدة منذ مطلع الستينات، فهو من جيل بدر شاكر السياب، بل هو رفيقه ودليله يوم زار دمشق وجال في معالمها وفي حاراتها، وهو من جيل عدد آخر من الشعراء الذين عملوا على تجديد القصيدة العربية، ومنهم: نزار قباني، أحمد سليمان الأحمد، أدونيس، نازك الملائكة، صلاح عبد الصبور.

 اختار الشعر الحرّ وشعر التفعيلة ومعالجة موضوعات الوجود والعدم والموت، إذ كان يسعى إلى تغيير فني في شكل القصيدة ومضمونها، وهذا ما جعل القصيدة عنده ميداناً فسيحاً لممارسة الحرية الوجودية المتمردة التي كان يؤمن بها إيماناً لا شك فيه ولا تردد، كان يعيش بين الأمل والحلم والعناد والتمرّد اتكأ على ثقافته وموهبته وحضور شخصيته الطاغية التي جمعت بين الصمت والطرفة والمبادرة حتى لقب بـ «ظريف دمشق».

ويشير الكتاب الى انه يعدُّ ديوانه «طرفة في مدار السرطان»، الأكثر إثارة، حين عبّر فيه عن جرح تراجيدي نازف ومتدفّق، تناول فيه الشاعر البطل العرّاف الذي أدمته المآسي والهموم.

وأما قصيدته «القطارات تمرّ »، فهي أشهر أشعاره، وكتبها حين استشهد الأديب غسان كنفاني، ومنها:

«منذ حين وأنا وحدي، وبرد الصبح يكويني

وقد سافر كل الأصدقاء

كل من أملتهم رحلوا، أو رُحّلوا عني بعيداً والقطارات تمرّ».

وديوانه الثاني «في البدء كان الصمت» 1964، كان قد كتبه بقالب مسرحي، في شكل مقصورة تلو الأخرى.

ويؤكد الكتاب أن شعر الجندي صورة منطبقة عن حياته وتمرّده وانفعالاته، سواء في غنائه للوطن أم في انحيازه إلى اللغة الجميلة الجذابة، فلا عجب بعد ذلك أن تترجم أعماله إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية.