يستعرض كتاب «رحلة الحكاية وحكاية الرحيل»، لمؤلفه الدكتور نور الدين الفيلالي، حياة وإبداع كتاب السرد الذين رحلوا عام 2014، وهم الكتاب الذين انشغلوا بالسرد وأبدعوا فيه، وبين السرد والرحيل مسافات لقاء ولحظات تجاذب كتاب عكست ابداعاتهم طرفا من رحلة حياتهم الاجتماعية او المهنية او الفكرية او السياسية.
ويرى المؤلف انه قبل ان يكون السرد نمطا ابداعيا، فهو رحلة وانتقال، اذ منذ القديم ارتبط السرد والحكي بالعجيب والغريب، ان الذي يتولى سرد الحكاية لا بد من انه جال الاقاليم ورأى أشياء عجيبة وغريبة، يروي لمن لم يرها، وليس من سمع كمن رأى.
يتناول المؤلف سيرة حياة وإبداع احد عشر كاتبا رحلوا في عام 2014 هم على التوالي: أميري بركة 9 يناير 2014، مافيز جالانت 18 فبراير 2014، غابرييل غارسيا ماركيز 17 ابريل 2014، مايا انجيلو 28 ماي 2014، فتحية العسال 15 يونيو 2014، زيجفريد لنس 7 اكتوبر 2014، عبد الله خليفة 21 اكتوبر 2014، عبد الوهاب المدب 6 نوفمبر 2014، رضوى عاشور 30 نوفمبر 2014، يحيى بزغود 17 ديسمبر 2014.
وعن الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، يتحدث المؤلف عن بداياته الادبية. اذ انه نشر اول قصة له في صحيفة «الاسبكتاتور» في الثالث عشر من سنة 1947، وفيها بعض الأثر من قراءاته الاولى لكافكا فبدأ حلمه يتشكل كي يكون كاتبا، لتبدأ بعدها ملامح تشكل كاتب بمواصفات عالمية، وترك عشرات القصص والحكايات والروايات، أما مايا انجيلو - الولايات المتحدة الاميركية.
فيقول المؤلف إنها أثناء عجزها عن الكلام لجأت مايا الى كتابة بعض القصائد لتقرأها بصوت عال للخروج من حالة الخرس، وأثمرت هذه البداية عدة قصائد ودواوين، كما كتبت مايا في المسرح ووضعت سيناريوهات لأفلام ومسلسلات.
أما الكاتبة المصرية فتحية العسال فكتبت حوالي ستين مسلسلا وعشر مسرحيات، وسيرة ذاتية في سبعة اجزاء، ولها حكاية مع الكتابة فهي أتت إليها من خلال «حدوتة» صغيرة، كما تصرح في أحد حواراتها، ففي البداية كانت تدون قصص قريباتها، بحكم عدم خروجها من المنزل، وعدم ذهابها إلى المدرسة.
بدأت تسمع حكايات النساء المحيطات بها (الاخت، العمة، الخالة)، وتكتبها لتتعلم الكتابة وتسلي نفسها، وفي مرحلة ثانية وبعد زواجها، كتبت (رسالة غرامية) لزوجها عبد الله الطوخي، ثم حولتها الى قصة، فأبدى الزوج اعجابه بموهبتها، وطلب منها ان تواصل الكتابة، وبعد مدة استمعت الى حكاية احدى المستفيدات من دروس محو الامية التي كانت تشرف عليها، فاستوحت منها اول تمثيلية اذاعية كتبتها..
وهي بعنوان (بداية النهاية). ثم سلمتها الى صلاح جاهين ليقرأها فاستحسنها وأرسلها إلى المخرج مصطفى ابو حطب الذي كان يعمل بالإذاعة، ولم تمر ثلاثة أيام، لتتوالى بعدها كتاباتها للتمثيليات الاذاعية على مدى عشر سنوات قبل أن تبدأ التلفزة.
ويتحدث المؤلف عن الكاتبة المصرية رضوى عاشور، وهي قاصة وروائية وناقدة مصرية، فيشير إلى أنها جمعت في مسيرتها الأدبية بين النقد والترجمة والابداع.