يستعرض كتاب «أحمد مشاري العدواني من الأزهر إلى ريادة التنوير»، لمؤلفه حمد عبد المحسن الحمد، مسيرة حياة وعطاءات وجهود الشاعر أحمد العدواني من أجل الأدب والثقافة والمعرفة، ويشير إلى أن اغلب المصادر التي تم الاطلاع عليها تفيد أنه تلقى دروسه الأولية في «الكتاب» عند الشيخ عبد العزيز حمادة، فقرأ القرآن الكريم، والتحق بعدها بمدرسة نظامية تديرها الحكومة، وهي "الأحمدية" ولكنه تركها ليلتحق «بالكتاب» مرة أخرى عند الشيخ أحمد الخميس، ولا يعرف سبب انتقاله، ثم ترك مدرسة أحمد الخميس ليعود للمدرسة الأحمدية.
وبعد إكماله الدراسة في الأحمدية التحق بالمدرسة المباركية وأنهى الدراسة بها عام 1938، ثم أرسله والده لمصر للدراسة عام 1939، وكان عمره 15 سنة، حيث التحق بالقاهرة بالأزهر الشريف بقسم اللغة العربية، وتخرج منه في 1949 وحصل على الشهادة الأهلية بالجامع الأزهر عام 1950.
وعاش في القاهرة عقداً من الزمان وتلك المرحلة من عمره كانت مدرسة بحد ذاتها، وأكدت زوجته الدكتورة دلال الزبن، انه كانت لديه رغبة إكمال دراسته العليا في الأدب العربي المقارن بالأدب الإيطالي، وتمت كل الترتيبات المادية والأسرية بعد مراسلة جامعة روما، إلا أن إيمانه بنشر الثقافة في الكويت حال دون ذلك إذ كلف بمسؤوليات أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1973.
وحول بداياته الشعرية يقول احمد العدواني إن والده مشاري العدواني كان صديقاً للشاعر الكويتي الراحل مساعد الرفاعي، وفي رحلاتهم البرية إلى «الفنطاس» وهي قرية جنوب الكويت، كانوا يتبادلون إلقاء وقراءة الشعر في أمسياتهم، وكان الشاعر في هذا الجو يستمع بشغف إلى ما يقولون، ويخرج من الجلسة وقد حفظ اكثر ما قيل، وكان في سن 12 من عمره، فتكونت لديه نزعة حب الشعر، وحب القراءة، خاصة وان في بيته مكتبة تضم كتباً قيمة، إلى جانب مجلات المقتطف والهلال وغيرها، فتعود على مرافقة الكتاب.
كانت بدايات النشر لدى العدواني في صحيفة السياسة الأسبوعية المصرية، والتي كان يرأسها د. محمد حسين هيكل، ونشر قصيدة أخرى في مجلة شهرية اسمها «الوحدة العربية». أما أول قصيدة نشرت له في مجلة البعثة، فقد ذكر الدكتور محمد حسن عبد الله أنها قصيدة «براءة وطن» وظهرت في عدد ديسمبر 1946. ومن ملامح وطقوس الشاعر انه قليل الكلام لا يحب الظهور عبر وسائل الإعلام، رغم أنها كانت تحت يده ويكره أن تسلط الأضواء عليه. ورغم انه احتل مناصب كبيرة بالدولة، كانت علاقاته محدودة جدا.
اهتمام العدواني بالتنوير لم يكن بالتنظير وإنما عبر التأسيس لمؤسسات ومراكز تقوم بتفعيل ذلك على النطاق العربي وليس الكويت فقط، وتعود الإشراف عليها بنفسه حتى تقف على أقدامها. ويرى المؤلف أن العدواني نجح في مسعاه التنويري بامتياز، إذ إن اغلب ما ترك من بصمات لا يزال قائماً وراسخاً في المنارات الثقافية.