يرى مؤلف كتاب «مسرح الطفل لعبة الخيال والتعلم الخلاق» أن العلاقة الجوهرية التي تشكلت بين علم النفس ومسرح الطفل هي التي وضعت القواعد السليمة لمسرح الطفل وتطوراته الحديثة، وهي التي جعلت منه فناً له قيمته ومكانته الكبيرة في حقل التربية والتعليم، وهذه العلاقة هي التي حفزت المؤلف لتأليف هذا الكتاب، الكتاب توزع على ثلاثة فصول.

طريقة تربوية

يتحدث المؤلف في الفصل الأول عن نشأة وتطور مسرح الطفل فيقول إن مسرح الطفل قد نشأ تاريخياً في سياق البحث عن وسيلة مساعدة أو طريقة تربوية جديدة للتعليم، وبحسب المؤلف يرى الباحثون في تاريخ مسرح الطفل أن تجربة السيدة (مدام دي جيلنيس) في فرنسا عام 1784 هي المؤسسة أو المخترعة لمسرح الطفل في العالم، حيث كانت السيدة جيلنيس مهتمة أصلاً بالبحث في الآراء والأفكار التربوية الحديثة، قبل اطلاعها فيما بعد على الكتابات والآراء الاجتماعية الثورية لمواطنها المفكر الاجتماعي جان جاك روسو، والذي كان معاصراً للسيدة جيلنيس ومهتماً بشكل خاص في كتاباته ونظرياته الاجتماعية التي ضمنها كتابه الشهير «العقد الاجتماعي» ويشير المؤلف الى أن مسرح الطفل الحديث قد تأخر انتشاره كثيراً في العالم لأكثر من قرن من الزمان بعد ولادته الأولى على يد السيدة مدام جيلنيس في فرنسا عام 1784 م، وذلك بسبب تأخر اهتمام العالم بشكل عام بحقوق الطفل ورعاية عالمه النفسي والتربوي بشكل خاص، حتى بداية القرن العشرين.

تطور

وفي العالم العربي بدأت رحلة مسرح الطفل في إطار منتصف القرن العشرين تقريباً بعد انتشار مدارس التعليم في معظم الأقطار العربية، حيث تطور بعد ذلك الاهتمام بالمسرح المدرسي ومسرح الطفل حسب ما نال المسرح من اهتمام في كل قطر ومنها على سبيل المثال لا الحصر مصر: بدأ المسرح المدرسي في مصر على يد الأستاذ الرائد محمود مراد في بداية القرن العشرين أسوة بباقي دول العالم المتحضرة آنذاك، وفي العراق كانت الانطلاقة الحقيقية لمسرح الطفل قد بدأت مع الفرقة القومية للتمثيل عام 1970 بمسرحية «طير السعد» التي أعدها وأخرجها الفنان قاسم محمد وقد استمر عرضها قرابة الشهر.

القاسمية

وفي الإمارات العربية المتحدة: (تعتبر مدرسة القاسمية في إمارة الشارقة، الأولى التي بدأت فيها الدراسة النظامية عام 1953، ومنها انطلقت أول مسرحية بشكلها الحديث مع الخشبة والجمهور بعد ذلك) - الأقواس من المؤلف - وهناك إشارة من المؤلف إلى مسرحية بعنوان «فاصل تمثيلي» شهدتها مدرسة القاسمية بالشارقة، والتي كتبها وأخرجها ومثّلها المرحوم بو رحيمة، لتليها مسرحية «جابر عثرات الكرام» 1955 م للمؤلف محمود غنيم والمخرج فايز أبو النعاج.

ويحدد المؤلف الشروط التي يجب أن تتوافر في النص المسرحي للطفل، كأن يكون مضمون النص فرصة حقيقية للتعبير عن نزعات الطفل الداخلية، وإشباع رغباته العفوية والعاطفية، وألا يصادر رأي الطفل، وأن يحدد سن الطفل الموجه له هذه المسرحية بوضوح، واختيار الأمثلة والقصص المناسبة لسنه، وأن تواكب الأفكار المطروحة روح العصر والمستجدات فيه، وأن تكون نهايتها سعيدة، ومعززة بالقيم.

النشأة

وفي الفصل الثالث والأخير من الكتاب الذي عنونه المؤلف بـ«مسرح المدرسة (مسرح التربية والتعليم)» تناول فيه المؤلف نشأة المسرح المدرسي، إذ يبين أن أقدم مسرحية مدرسية هي التي كتبها نيقولاس يودال ناظر مدرسة ايتون في بريطانيا ما بين 1534 - 1541 وهي ذات المسرحية التي يعتبرها البعض البداية الحقيقية للمسرح الإنجليزي».