«غرفة 304 - كيف اختبأت من أبي العزيز 35 عاماً» واحد من الإصدارات الحديثة للكاتب عمرو عزت، نقرأ من أجوائها:

«كانت هالة، صديقتي وفقدتها على أبواب عالم الكبار لأننا لم نحسن إخفاء بعض الأشياء عن الآخرين وظلت «الفتاة الكبيرة» صديقتي، لأنها أتقنت إخفاء بعض الأشياء عن الآخرين، وظلت «الفتاة الكبيرة» صديقتي، لأنها أتقنت إخفاء ما بيننا، كفتاة كبيرة تعرف جيدًّا رموز عالم الكبار، ما يمكن كشفه وما يجب إخفاؤه.

وأنا أيضًّا، كلما كبرت تعلمت أن أخفي أصدقائي «المقلقين» عن أبي وأمي، وأن أخفي أنا وأصدقائي عن الآخرين أشياء كثيرة.

عندما أخذني أبي إلى الغرفة وأغلق الباب، وقرر أنه قد حان الوقت لنتكلم وحدنا، لنخفي بعض الأشياء ما بيننا عن الآخرين، لنكن أصدقاء، لم يكن يعلم أني أخفيت عنه أنني قرأت في ذلك الكتاب، الذي أخفاه عنا في الأرفف العالية، أن على الآباء أن يكونوا أصدقاء لأولادهم، لكى يعرفوا ما يخفي الأولاد ما بينهم وبين أصدقائهم.

يخفي الكبار مؤامرتهم ليشكلوا بها الأبناء، ويخفي الأبناء مؤامرتهم ليكونوا أبناء تلك المؤامرات الأخرى. الأصدقاء آباء جدد، الآباء أصدقاء قدامى».

رؤية ذاتية

يقدم عمرو عزت فى كتابه رؤية ذاتية وشخصية بالأساس عن تطور علاقته بوالده والمساحات التى تغيرت، ضيقا واتساعا، فى إدراك الاختلافات والتوقعات المتبادلة بين طرفى هذه العلاقة، ورغم التركيز على الطابع الذاتى فى هذا الكتاب، فإن الكاتب قد تقاطع من حيث لا يدرى، أو ربما نسج قصته عمدا، مع رمزية الثورة وما رفعته من شعارات متعددة تطالب بالتغيير فى أسلوب إدارة الحكم والمجتمع.

يشعر قارئ كتاب الغرفة 304 بما تحمله السطور من تعبير صادق عن جيل الثمانينيات الذى نشأ وتفتح وعيه، وربما خاض معظم معارك تطوره الفكرى قبل اندلاع ثورة يناير 2011.

ومن ثم فبقدر ما كانت الثورة تعبيرا عما يموج به المجتمع المصرى آنذاك عن مطالب غير ملباة، كان تجلى الثورة هو ذروة تعبير هذا الجيل عن نفسه وتطلعاته، وربما أيضا عن التحولات التى كانت تتقاذفه فى عدة اتجاهات.

تجربة شخصية

ويقول المؤلف عمرو عزت، إن الكتاب يناقش عددا من الأفكار بين جيلى الآباء والأبناء، وقرار أغلبية جيل الأبناء بالاختباء والمناورات عن جيل آبائهم الذى لا يشبههم، للبحث وإنشاء عالمهم الخاص، لافتا إلى أن هذا الاختباء قد يكون بالاتجاه إلى مجال السياسة أو الفن، وغيرها من الأنشطة والمجالات، التي يخلقها الابن بعيدا عن السلطة الأبوية.

ويلفت المؤلف إلى أن الكتابة عن تجربة شخصية عمل مرهق، حيث يحاول الكاتب دائما خلق حالة من التوازن ما بين الكشف وإخفاء بعض الأشياء، مشيرا أن الصعوبة الأخرى كانت تكمن في الكتابة عن تجربة شخصية تتشابه مع تجارب أناس آخرين، بما فيها من أفكار وإشكاليات ورؤى.