تخيل كيف يبدو موقع "أمازون" الإلكتروني على أرض الواقع، فقط تخيل كيف يجب أن يكون، عندما تتصفح الموقع فإنك في الحقيقة تتجول في واحد من أكبر المستودعات التجارية على سطح الأرض، فشركة "أمازون دوت كوم" المحدودة هي شركة أميركية متعددة الجنسيات متخصصة في تجارة الالكترونيات، وتعتبر أكبر شركة لبيع الكتب على الإنترنت، مقرها في سياتل الأميركية، ويعد موقعها أكبر موقع على شبكة الإنترنت لبيع الكتب، والموسيقى والأفلام، إذ يعرض ما يزيد على 4.7 ملايين منتج.

توسع نشاط

جيف بيزوس هو المؤسس لشركة "أمازون.كوم" في عام 1994 وأطلقها على الإنترنت في عام 1995، وقد كانت البداية من موقع بسيط لبيع الكتب على الإنترنت، وسرعان ما أدخلت التنويع على خطتها الإنتاجية، ووسعت نشاطها لخطوط إنتاج VHS، وقرص الفيديو الرقمي واسطوانات الموسيقى الـ(MP3)، وبرامج الحاسوب، وألعاب الفيديو، والالكترونيات، والملابس، والأثاث والطعام والألعاب والالكترونيات..

وطعام القطط والكلاب وقطع غيار السيارات والمجوهرات والمواد الغذائية، كما تجد به أيضا بعض المنتجات الرقمية كما يتيح أيضاً موقع أمازون للأفراد امتلاك متجر الكتروني خاص بهم. ولدى أمازون شركات منفصلة خارج أميركا ومواقع إلكترونية مستقلة في كندا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والصين، واليابان. وهناك خطط للتوسع في مناطق أخرى، حيث أعلنت عن مشاريع في بولندا، وهولندا والسويد.

سوق إلكترونية

موقع "أمازون" لم يصل لمكانته هذه بسهولة "كأفضل سوق إلكتروني علي الإنترنت" بل تكبد خسائر كبيرة، لكن سرعان ما صعد أصحاب الموقع بالفكرة التي جعلت من موقعهم "أفضل سوق إلكتروني" ألا وهي الإتاحة للآخرين بعرض منتجاتهم الخاصة، مقابل عمولات، إضافة لعرض منتجات مستعملة والشحن للعديد من الدول العالمية.

وفي 15 يناير 2009، حيث نشر استطلاع للرأي وجد فيه ان الامازون تعتبر أفضل بائعات الموسيقى والفيديو في المملكة المتحدة، وجاءت في المركز الثالث على مستوى جميع شركات البيع حسب التصنيف.

من الألف إلى الياء

عن كيفية تسمية الشركة، فقد أراد بيزوس أن يكون الحرف الأول في الاسم "ألف"، وبدأ ينظر في القاموس ووقع اختياره على كلمة "أمازون" لأنه اسم مختلف، ولأنه من الأنهار الكبيرة في العالم، فقد أراد بيزوس أن تكون مكتبته الإلكترونية غريبة وخطط لأن تكون الأكبر في العالم. وكان بيزوس يريد تحول الاسم إلى ماركة تجارية معروفة ومهمة، لأن العلامات التجارية على الإنترنت أهم من الواقع الحقيقي..

وفي عام 2000 قدمت الشركة العلامة التجارية لها على شكل سهم معقوف من "ألف" إلى "الياء" أي أنها توفر كل شيء من الألف للياء، حيث يظهر السهم المعقوف كابتسامة علامة الرضا التجارية. وبدأت الشركة عملياتها في يوليو 1995 وفي أكتوبر 1995 أعلن عن الشركة رسميا، وفي 1996 اصبحت شركة مساهمة.

خدمة مميزة

من أهم الأسباب التي جعلت من موقع أمازون موقعاً متميزاً، وضع العملاء في قائمة أولوياته، واهتمامه الكبير بجانب خدمة العملاء وهذا الاهتمام ترجم إلى خطوات عديدة من أهمها: سرعة التوصيل، وتوفير الخصومات والعروض الخاصة للعملاء، وتوفر ما يريده العملاء في الموقع.

تقدم تقني

قد تبدو للوهلة الأولى إدارة المخزون عملية سهلة، لكن تخيل أن موقع مثل أمازون بكمية منتجات تزيد بشكل يومي، فكيف لهم أن يخزنوا كل تلك البضائع، وأين؟ ثم بعد ذلك كيف يقومون باستخراج المنتج المطلوب وسط تلك الكمية الهائلة من المنتجات؟،

لذلك بدأت "الأمازون" بإيجاد مستودعات خاصة بها في أكثر من ولاية، تلك المستودعات تم تزويدها بآخر ما توصلت له التقنية لإدارة المستودعات، حيث يتم استخدام كود معين لكل طلب يتم قراءته بشكل تلقائي وعملية تحديد وإيجاد المنتجات تتم بناء على قراءة تلك الشفرة بواسطة تقنية الـRFID.

وتأكدت الأمازون أنها إن أرادت التوسع فيجب أن يتم عمل إدارة جيدة للمخزون، والاستعانة بشركات تتشارك معها نفس الهوس في خدمة العملاء، لتساعدها في إدارة المخزون أو تفوض لها المهمة وتتفرغ هي للتركيز على مصدر قوتها.

تجارة إلكترونية

كما حرصت الأمازون على تقوية جانب خبرتها في مجال التجارة الالكترونية، فلم تعد أمازون بحاجة إلى تخزين كل المنتجات في مستودعاتها. بل قامت بتخزين فقط المنتجات التي يكثر عليها الطلب في مستودعاتها، بينما وكلت مهمة باقي المنتجات للشركات المتعاونة فهي علي سبيل المثال قامت ببناء برامج متطورة للتنبؤ بالطلبات التي قد يطلبها العملاء وإيجاد الروابط بين المنتجات ليسهل تخزينها جغرافياً.

تنوع في المنتجات

توسعت فكرة وخدمة الموقع من بيع الكتب إلى بيع الأغراض المنزلية والبرامج، والآن كل ما يصنع ويوجد في هذا العالم يباع في موقع الأمازون، هذا التوسع لم يأت بشكل سريع مع الوقت واكتساب الخبرة والتطوير المستمر، بل بدأ بشكل تلقائي، تماماً كما حصل مع أمازون والشركات التي قررت عرض منتجاتها بعقد تحالفات أو مذكرات تفاهم مع جهات أخرى تتعاون معها. حيث عملت الشركة على بناء بنية تحتية قوية ومستودعات وقبل ذلك خبرة في مجال التجارة الإلكترونية، جعلتها قادرة بشكل قوي على التنويع في المنتجات.

الكتب المستعملة

أطلق موقع "أمازون" خدمة جديدة لمساعدة الأشخاص الراغبين في التخلص من كتبهم القديمة، وأطلق الموقع على هذه الخدمة الجديدة اسم "تريد إن"، وهي تتيح لمستخدمي الموقع إرسال كتبهم المستعملة والحصول على مبلغ مالي محدد سلفا يضاف لرصيدهم المصرفي، بشرط أن تكون الكتب المستعملة في حالة جيدة ولا تبدو عليها إلا آثار استخدام معقولة. وهذه الخدمة الجديدة سيدخل أمازون في منافسة مع مواقع أخرى متخصصة في شراء الكتب والاسطوانات المدمجة المستعملة.

وقد أكد مدير الموقع نيكولاس دينسين ان "خدمة مبادلة الكتب القديمة تعطي الحل العملي والأمثل لمن يرغبون في تفريغ أرفف مكتباتهم من المقتنيات القديمة والحصول على مبلغ مالي في نفس الوقت".

بيع الكتاب الرقمي

وحد موقع "أمازون دوت كوم" وشركة "مايكروسوفت" العملاقة جهودهما لبيع الكتاب الرقمي، وتضمن الاتفاق أن تقدم شركة مايكروسوفت برنامجها المعد للقراء والذي يتيح لهم وضع وعرض النصوص على شاشة الكمبيوتر الشخصي أو الأجهزة اليدوية الأصغر حجماً، وإن الشراكة بين الجانبين ربما تقود إلى طفرة في تطور أسلوب القراءة بجعل القراءة الإلكترونية حقيقة راسخة وفعالة.

وتتيح هذه العملية الكتاب الألكتروني كوسيلة جديدة ومثيرة، تجمع بين نقل مختلف أنواع النتاج الأدبي والعلمي وإيجابيات الاستخدام الرقمي، كما أكد مسؤولو شركة أمازون عن أملهم بعرض آلاف العناوين في خزانة الكتب الرقمية في موقعهم.

منتجات خاصة بالقراءة

رغم كبر حجم "أمازون"، فقد كان تركيزها الكبير على الكتب، فقد قامت منذ العام 2007 ببدء إصدار منتج جديد خاص بها يتعلق بالقراءة اسمه Kindle، وقامت بتطويره إلى عدة إصدارات حتى وصل إلى شكله الحالي Kindle fire الآن، وهو عبارة عن قارئ إلكتروني للكتب الإلكترونية بعدة صيغ وامتدادات، ويمكنه الدخول على الإنترنت.

وكذلك تمتلك شركة أمازون موقع تحليل الويب الشهير أليكسا Alexa، وقاعدة بيانات الأفلام IMDb والعديد من المواقع والشركات العالمية، ولكنها غير شهيرة على المستوى العربي.

ويعتبر الكريسماس بالنسبة للشركة هي الفترة التي تمثل امتحاناً لأعصاب مديري التوزيع وقدرتهم على تلبية الطلبات، ووصولها في موعدها قبل يوم عيد الميلاد. ولتلبية الطلبات يستخدم أكثر من 15 ألف موظف من الشركات التي توفر العاملين ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم في السنوات المقبلة.

تسويق كتب جلب الثراء

 تسويق الكتب جلب الثراء لموقع "أمازون"، حيث قدرت إيرادات الموقع للعام المالي 2011 بـ48 مليار دولار، ويعتبر مؤسس امازون "جيف بيزوس" واحد من مليارديرات الإنترنت العشرة الأكثر شهرة حول العالم، وتم اعتباره شخصية العام في مجلة "تايم" الأميركية للعام 1999. و"أمازون" من الشركات التي لديها الجرأة لحساب دخلها بالثانية، لذلك يمكن القول بكل ثقة إنه حال حساب متوسط دخلها باليوم والساعة والدقيقة والثانية، تبين أنها تربح بمعدل 820 يورو في الثانية.