القردة والموز أورد في ما يلي أصل القول المأثور: "القردة الحكيمة لا تدس أصابعها في زجاجات اليقطين":
اعتاد الصيادون في الهند، إحداث فتحة صغيرة في ثمار جوز الهند ووضع موزة داخل الجوزة ودفنها في الأرض، وعندئذ تقترب القردة منها وتحفر وتلمس الموزة، ولكنها لا تستطيع إخراجها لأن أيديها المطبقة لا يمكنها الخروج من الفتحة، وهي بدلا من ترك الموزة في مكانها تحاول تحقيق المستحيل، إلى أن يتمكن الصيادون، أخيرا، من الإمساك بها.
والشيء نفسه ينطبق علينا في حياتنا، فالحاجة إلى الحصول على شيء معين- وهو شيء صغير ولا فائدة منه-، تجعلنا ننتهي إلى أن نكون أسرى له.
الخير والشر
اعتاد حكيم قديماً، أن يقول:
بالنسبة لنا، ليست هناك طريقة لتفسير ازدهار الأشرار أو معاناة الأخيار، فكل ما يطلب منا هو أن نسعى لأن نكون أخيارا. الواقع أكثر تعقيدا من ما نود أن يكون عليه، وإذا واصلنا الإصرار على أن يكون لكل شيء معنى، فسينتهي الأمر بنا إلى اليأس.
الواقع لا يمكن أن يغلف في أوراق ملونة، ويربط بشريط ذهبي من الأخلاق.
الواقع أكبر من رؤيتنا للخير والشر ومن فهمنا لما هو صواب أو خطأ.
الواقع هو ما هو عليه، وليس ما نتصور أنه ينبغي أن يكون عليه. وإذا كان الموقع الذي نحن فيه يسمح بأن نكون قادرين على أن نكافح من أجل الخير، سنبادر إلى هذا الكفاح.
ربما نخطئ، لأن الحقيقة تتجاوز قدرتنا على الفهم. ومع ذلك دعونا نحاول نجرب بذل أفضل ما نستطيع.