كنت أنطلق بالسيارة مع صديقي ووكيلي الأدبي في رحلة برية إلى البرتغال، وحدثته قائلاً: «لقد فتنتني على الدوام كتب «ساحرات سبلين»، ويتعين علينا أن نحاول تحقيق أفضل ما نستطيع من الفرص التي تتاح لنا وإلا فإنها ستضيع منا إلى الأبد».

 

عندما فرغت من حديثي، أدركت أننا نمر بجوار بلدة سيوداد رودريغو على الحدود بين إسبانيا والبرتغال، وقبل 4 سنوات كان شخص ما قد عرض علي شراء كتاب هناك، ولكنني اعتذرت له ووددت هذه المرة أن أمضي إلى هناك. أوقفت السيارة أمام الكاتدرائية وسألت عن الرجل الذي كنت قد التقيته ويدعى «ستانسلاو»، فقيل لي إنه قد مات قبل عام مضى.

 

ساورني شعور عارم بالأسى، ورحت أسائل نفسي لماذا لم أمنح الرجل الشعور نفسه بالفرح الذي أحس به عندما أرى شخصاً يحمل أحد كتبي.

 

التقيت امرأة في مدخل المبنى وسألتها عما إذا كان يمكنني لقاء أحد أقارب ستانسلاو أو زملائه، فقالت لي: «أمض إلى الداخل واسأل هناك». صادفني في الداخل رجل هادئ يكسوه الوقار، فقلت له: «لقد جئت إلى هنا لشراء كتاب من تأليف ستانسلاو». تألقت عينا الرجل، ومضى فجلب لي نسخة من الكتاب، وعندما أوشكت على الرحيل تناهى إلي صوته وهو يقول:

 

«انظر كيف تجعل شمس الأصيل كل شيء أكثر جمالاً في الداخل هنا». كان ستانسلاو قد قال لي هذه الكلمات عينها قبل سنوات، حقاً إن هناك فرصة ثانية دائماً في الحياة.