المخطوطات

يزخر الوطن العربي بنفائس آثاره، سواء كانت الملموسة منها، كالتماثيل، أو المنقوشة على المباني التاريخية أو الممثلة بالمخطوطات.. أو غير ذلك.

تعرضت آثار هذا الوطن لسرقات مختلفة على يد تجار الآثار، أو ما أخذته البعثات الأجنبية عند البحث والكشف عنها، غير أن هذه السرقات التي قام الباحثون بها، أدت إلى فتح متاحف لها في بلدانهم. وحافظوا على تلك الآثار من السرقات أو الجهل الذي ابتلينا به من قبل قوى الظلام والتطرف التي لم تترك لا البشر ولا حتى الحجارة لتنتقم وتبلور تطرفها بفعل علني في قتل البشر وتفتيت الآثار تحت أي مسمى تجده مناسباً لها.

أما المخطوطات، فالبرغم من عناية كثير من الشخصيات العربية والمؤسسات التي أدركت أهميتها فحافظت عليها. إما بشكل فردي أو بنت لها مكتبات لحفظها، وكلا الأمرين كان حماية لهذه المخطوطات التي تعتبر ثروة فكرية وتاريخية وعلمية لما تحويه من جهد بذله أجداد العرب يوم كانت حضارتهم تمتد من إسبانيا وحتى بغداد..

وكان للعلم ازدهار كما للفلسفة والفكر والآداب والفنون، وبرزت منهم: شخصيات عرفها التاريخ الحضاري. واستفادت أوروبا من فلسفتهم ونتاجهم، وبنت على ذلك حضارات الغرب المعاصرة. ومع الأسف، تعرضت العديد من هذه المراكز التي حفظت تلك المخطوطات إلى التخريب والسرقة، مثل ما حدث في بغداد بعد الاحتلال الأميركي.. والأمثلة كثيرة ومتعددة لما تعرض لها تاريخ العرب إلى التدمير والسرقة والإهمال.

ينبغي الآن التفكير بوسائل حديثة وعلمية لحماية هذا الإرث الذي ورثناه من الأجداد، ولا بد من المحافظة عليه وحمايته واحترامه. فلم يبقَ لنا سوى التغني بما حققه السلف، بعد أن عجزنا عن تحقيق المزيد، إلا الخراب الذي يدور حولنا بفعل أيدينا.

الأكثر مشاركة