المجتمع والتعليم

المجتمعات تُبنى بالقيم والثقافة والتعليم، وبإتاحة الفرص المتعادلة للشباب في اختيار المستقبل الذي يناسب كل فرد.

الأساس الأول هو التعليم، لا بد من مناهج تربوية متوازنة، ليس فيها الاستعلاء والتكبر والتطرف، أي تطرف كان، سواء كان دينياً أو مذهبياً أو عقائدياً، أو حتى قومياً، لأن هذا الاستعلاء يمنح العديد من الجهلة الحق في سحق الآخر، لا بد من سيادة المحبة بين أفراد المجتمع دون النظر إلى زرع أنواع الشعور بالتميز، ولا بد من إيجاد صيغ لهذا الشعور الذي يمنح البشر التساوي واحترام الآخر، مثلاً حق الآخر في الحياة، وحقه في ممارسة طقوسه وأعياده ومعتقداته، لسنا أحسن من غيرنا من الشعوب.

كما لسنا بأحسن من غيرنا بالانتساب القومي، وهو ما أكده وشدد عليه الرسول الكريم محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ. والتقوى كلمة مجازية، يمكن أن تكون علماً، أو خلقاً، أو أدباً، وبالتالي فالبشر أمام الله تعالى يتساوون، وليس من حقنا أن نضطهد فئة من أجل الأخرى، كل ذلك لا يستوي ولا يتعايش معه المجتمع من دون مناهج تربوية تؤكد ذلك وتربي الأجيال على النظرة المحترمة للآخر والاستماع إليه والحوار معه.

مع الأسف، تدهورت المناهج التربوية في بعض الدول العربية وحلت محلها مناهج تربي الأجيال على البغضاء والتعالي والطائفية وإلغاء الآخر، والانفراد بالنظرة الشوفينية للفرد على أنه الأفضل أصلاً، إن استمرار هذا النهج سيولد أجيالاً أكثر تطرفاً من داعش وطالبان، وكل حركات التطرف التي نعيشها.

التعليم أساسي، ولكن الأكثر ضرورة، هو مناهج التعليم وتطـــورها مع تطور الحياة والعلم.