نجوم وديانات

الكثير من مشاهير السينما العربية لم يعرف أحد ديانتهم، إنما عرفناهم بفنهم وتوجههم الإبداعي على الشاشة أو عالم الغناء أو المسرح يوم كانت مجتمعاتنا لا تعنى بما يعتنقه هذا الفنان أو ما هي بالفعل انتماءاته، وإيديولوجياته، كل ما كنا نعرفه إبداعات هؤلاء فقط.

فمثلاً، صفق الملايين للنجمة ليلى مراد والفنان أنور وجدي دون النظر إلى ماهية معتنقهما الديني. فلم يفرق الناس في علاقتهم وإعجابهم بأنور المسلم وليلى مراد اليهودية في تدينها قبل إشهار إسلامها بوثيقة رسمية عام 1947، كذلك لم يسأل أحد عن دين المبدع نجيب الريحاني ولا أصله. وفي الحقيقة كان والد نجيب من الموصل في العراق وأمه مصرية وهو مسيحي، ولم يدر ببالنا وهو يشترك مع يوسف وهبي ماهية ديانة كل واحد منهما بقدر ما كنا ننظر إلى إبداعات كل واحد واجتماعهما في فيلم واحد ناجح. ظلت الأجيال تشاهد تلك الأفلام بنظرة احترام لكليهما من دون السؤال عن دينهما.

العرب بشكل عام والمصريون بشكل خاص في تلك الفترة، كانوا منفتحين على الآخر في مجتمع يحترم التعددية، لم يتوقف لأي سبب أمام ماري منيب المسلمة، ولا جورج أبيض المسلم أمام رانية إبراهيم اليهودية، كذلك في العراق فإن أجمل الأغاني التي طرزت سماء الغناء العراقي لفنانة خالدة هي اليهودية سليمة مراد التي أسلمت بعد زواجها من ناظم الغزالي.

الجميع كان يستهويه المتعة، وينظر إلى الإبداع، والمجتمع المتسامح هو الذي ساعد المشاهد العربي على المشاركة في هذه الصورة، مجتمعاتنا كانت بعيدة عن التطرف ومتسامحة في نظرتها العمومية.