معظم الذين تستهويهم الأفلام العربية يهتمون كثيراً بالأفلام التي تقوم المرأة بإخراجها، ذلك للاعتقاد بأن هذه الأفلام تحمل نكهة ونعومة وسلاسة غير أفلام الرجال.

والمرأة اقتحمت عالم الإخراج في وقت مبكر جداً، ولعل أول فيلم أخرجته امرأة هو فيلم (الخروج للنهار) للمخرجة المصرية هالة لطفي، ثم توالت المخرجات في إخراج أفلام عربية وصل عددهن إلى 28 امرأة، أبرزهن عزيزة أمير، أخرجت «بنت النيل» 1929، كذلك «ليلى بنت الصحراء» 1937، والمخرجة أمينة محمد التي أخرجت فيلم (تيتاونج) 1937. وتوقفت الجهود النسائية حتى عام 1981 حيث أخرجت الممثلة ماجدة فيلماً بعنوان (من أحب؟) عام 1961.

لم تقتصر تجارب الإخراج عند المرأة على السينما المصرية، بل تعدت إلى أقطار عربية مختلفة، كما يذكر ذلك الناقد الراحل سمير فريد في كتابه (سينما الربيع العربي).

ويذكر أيضاً تسع مخرجات من المشرق العربي وأربعاً من المغرب العربي ومخرجة سعودية وأخرى إماراتية و 24 مخرجة من مصر، ولعل أشهر المخرجات العربيات: عطيات الأبنودي وإيناس الدغيدي وآيتن أمين وكاملة أبو ذكرى من مصر، ونجوى النجار من فلسطين، ونادين لبكي من لبنان.

بعض المخرجات يعشن خارج الوطن العربي، أمثال: تهاني راشد «التي تعيش في كندا» ونادية كامل. وتميزت بعض الأسماء النسائية في إخراج أعمال سينمائية هامة، إلا أنني لا أعتقد بشكل عام باختلاف النتاج السينمائي النسوي عن غيره إلا بحالات خاصة ترتبط بالمخرجة أو المخرج، خاصة إيناس الدغيدي، التي تمتاز بجرأتها وعدم وقوفها عند الحدود التي ترسمها الرقابة بشكل عام.

ولكن هناك علاقة ترتبط بسيكولوجية المرأة لا بد من أن تظهر واضحة في نتاجها الإبداعي، مثلها مثل الرجل المبدع أيضاً، ويبقى تأثير الزمان والمكان والعادات والثقافة بالمعنى الشمولي وهذا عامل مشترك بين المخرجين الإناث والذكور.

ويبقى عامل مشترك للجميع يتعلق أولاً بالحرية التي يتمتع بها المبدع من ناحية، والصدق الذي يحمله الفنان أيضاً، وكذلك التحرر من ما يطلبه السوق التجاري ومبيعات الشباك، لأن ذلك بالنتيجة سيقود الفيلم إلى الفشل.