لقبه اللوبي الصهيوني «أستاذ الإرهاب» ووضعته الرابطة الصهيونية على لائحة كبار المروجين للتأييد العربي في صفوف الطلاب والأساتذة الجامعيين في الولايات المتحدة الأميركية، هذا الباحث هو الدكتور إدوارد سعيد، أحد أهم وأبرز المفكرين العرب خلال القرن العشرين، والذي رفض اتفاق سلام (غزة أريحا)، بل رفض حضور حفل التوقيع في البيت الأبيض الأميركي رغم حضور الرئيس الراحل ياسر عرفات ودعوة مباشرة من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ورغم مضايقته والتأكيد على حضوره من قبل رجال البيت الأبيض، بل إنه استطاع أن يحاور الحجة بالحجة، كافة الذين ادعوا بأنهم يستطيعون مقابلته وحواره والتغلب عليه، بل إن رجال الموساد الإسرائيلي الذين كانوا يرسلون له تباعاً، كانوا يفشلون أمام قدرته على ردهم وانسحابهم، بل حتى بكائهم أحياناً، كما فعل مع واحدة من ممثلات هذا اللوبي، يوم انفجرت بالبكاء علناً على إثر فشلها في محاورته وقدرته على حجتها.

الدكتور إدوارد سعيد، قاده وعي مبكر لرفض كل ما تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للفلسطينيين، وهو يحمل جنسيتها، لأنه يدرك أنها المسؤولة عما يدور في وطنه الأم فلسطين، وهو يرى أنها تمارس عنفاً مزدوجاً، وهو في الوقت نفسه، يحمّل القيادة الفلسطينية، مسؤولية التفريط في فلسطين من خلال معاهدات السلام التي وقعت بين الطرفين، إلا أنه يؤكد أيضاً بضرورة استمرار القضية الفلسطينية، فيقول (يجب ألا تموت القضية، فليس عندنا مانديلا مع الأسف، ولكن عندنا تأثير كامن موجود في العالم العربي والعالم الثالث وأوروبا وفي الولايات المتحدة نفسها، والأهم أن الانتفاضة قد ابتدأت، إننا شعب شجاع ومبادر وقادر على التحرك على نطاق شعبي واسع).

إن إدوارد سعيد مفكر من نوع خاص، وظاهرة متميزة، لا في الثقافة العربية، فحسب بل وفي العالم، هو بذلك يؤكد خصب الأرض العربية وقدرتها على استمرارية العطاء في رفد البشرية، بمفكرين من نوع خاص واستمراراً لهذا العطاء الذي امتد عشرات القرون.

فاز بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية 1996 ـ 1997، الدورة الخامسة عشرة، ولعلنا هنا يتعذر علينا تصنيف إدوارد سعيد.

من هو إذاً أهو الناقد الأدبي المتخصص بالأدب المقارن، أم السياسي، أم المفكر، أم الموسيقي الذي يستطيع أن يحيي حفلاً موسيقياً، أو الفلسطيني اللاجئ، أم العربي الأميركي أم كل هؤلاء.

يتقن العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية واللاتينية، ولد عام 1953، وتوفي في 2003.