اللغة العربية واحدة، وهي لغة القرآن، رغم ذلك فالعديد من العرب بل الكثرة منهم لا يفهمون مفرداتها ويحتاجون إلى تفاسير وتحاليل، ولذلك فقد دبجت مئات الكتب تفسر لغة القرآن لأهل الكتاب.
وبدخول الأعاجم للدين الإسلامي زادت الحاجة لتفسير القرآن وشرح تعاليمه، وكثرت الاجتهادات عند المذاهب مع تعدد التفاسير، خاصة وأن اللغة العربية لغة حية فيها من التوسع ما لا يستطيع أحد أن يجمعه تحت خيمة واحدة ويقدمها للقارئ العربي أو الإسلامي.
واللهجة اليمنية هي اللهجة الحميرية التي كانت سائدة قبل اعتماد لهجة قريش في القرآن الكريم.
إلا أن العرب وجدوا لهجات مختلفة لكل بلد من بلدانهم، ولكن معظم أو جميع هذه اللهجات غير مفهومة لدى العرب من دولة أخرى أو مدينة ثانية، إلا اللهجة المصرية، حيث يعرفها جميع العرب ويمكن أن يتفاهموا بها، وذلك لسبب واحد مهم جداً هو انتشارها من خلال السينما والأغاني؛ إذ إن مصر كانت أول دولة عربية تنتج أفلام السينما بعد اختراعها، بل بدأت مع السينما الصامتة ثم الناطقة، لذا فاللهجة المصرية انتقلت للناس من خلال الشاشة الفضية، وبالتالي أصبحت دارجة في كل الدول العربية، بما في ذلك اللهجة الصعيدية التي حرصت السينما والتلفزيون من تقديمها في أفلام ومسلسلات تابعها العرب في كل مكان وتعلموها.
هناك لهجات عربية من الصعب فهمها كلهجات دول المغرب العربي كالجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب، والتي يسمعها كأنما يسمع مجموعة حروف غير متصلة وإيقاع مربك للأذن.
اللهجات التي يمكن أن يفهمها العرب جاءت أيضاً من خلال التلفزيون كمسلسلات أو مسرحيات ولعلنا هنا نذكر اللهجة السورية التي عرفناها من المسلسلات التلفزيونية واللبنانية التي أحببناها من خلال الأغاني الطربية اللبنانية، ثم العراقية التي وصلت بمستوى أقل أيضاً من خلال شاشة التلفاز، لكن اللهجة العراقية التي نسمعها في التلفزيون والأغاني هي اللهجة العامة، لكن لكل مدينة لهجتها الخاصة، ولعل بعضها لا يمكن أن تفهمها مثل لهجة أهل الموصل، التي من الصعب على بقية العراقيين فهمها أو التكلم بها، واللهجة المنتشرة في التلفاز هي لهجة مدينتي بغداد والبصرة بشكل أساسي.
لهجة أهل الخليج نقلها المسرح الكويتي بالمسلسلات الكويتية للعرب أيضاً، وأصبحت لهجة مفهومة ومحبوبة عند الملايين، إذن فالفن هو أحد أهم وسائل هذا التقارب بين شعوب العرب المختلفة والمتفرقة من المحيط حتى الخليج.