لعل أهم أمٍّ ظهرت على الشاشة في القرن العشرين هي الأم الهندية التي عرف الفيلم باسمها، وقد شكل ردود فعل غاضبة عند الشعوب التي عرضت الفيلم على شاشاتها، ويليه صبَّاغ الأحذية الطفل الذي كانت مهنته صبغ أحذية الناس، والإهانات التي كان يتحملها هذا الطفل الصغير، وأمه التي كانت تمنحه الحنان لتحمّل الحياة القاسية من أجل لقمة الخبز.

أما في السينما العربية فقد تبدلت الأحوال كثيراً، بل تبدلت مواصفات الأم، فبمجرد أن نذكر أسماء الممثلات اللواتي مثلن دور الأم ثم نلقي النظر على الممثلات المعاصرات اللواتي قمن بأدوار الأم، نرى اختلافاً واضحاً بين النموذجين.

مجموعة من كبار الممثلات قمن بدور الأم، والأمثلة على ذلك: زوزو نبيل، أمينة رزق، فردوس محمد، زينات صدقي، تحية كاريوكا، هدى سلطان، ماري منيب، عزيزة حلمي، اعتدال شاهين، آمال زايد، جملات زايد، إحسان القلعاوي، نعيمة وصفي، كريمة مختار، فتحية شاهين، سناء يونس، ميمي شكيب، عايدة عبد العزيز، عقيلة راتب، وغيرهن ممن كن بنفس المواصفات الجسدية وطريقة الأداء والملبس، بل والانسحاق الذي كانت عليه المرأة المصرية والعربية على السواء.

مرت السنين وتبدلت صورة الأم، وبدأت مجموعة من الممثلات بمواصفات معاصرة وبأناقة جديدة، وأداء جديد، بل وشخصيات جديدة غير مسحوقة اجتماعياً وبدأت الصورة القديمة تتوارى وتحل محلها الصورة الجديدة لممثلات شابات أو امتد بهن الزمن دون أن تتأثر أشكالهن ولا يبدو عليهن التعب، أو تتغير وجوههن كثيراً أمثال: مها أبو عوف، يسرا، ليلى طاهر، فاتن حمامة، مريم فخر الدين، فردوس عبد الحميد، نبيلة عبيد، وغيرهن من ممثلات هذا الجيل الذي احتل سريعاً أدوار الأمهات في السينما العربية خلفاً للواتي سبق وأن ذكرت أسماؤهن.

هذا التغير العجيب فرضته الحياة المعاصرة التي تبدل فيها الكثير من المعايير والمتغيرات الأساسية، وبالتالي فالسينما واكبت هذا التغيير بالفنانات الجدد واللواتي قمن بأدوارهن بكل إتقان وحيوية وقناعة في التمثيل والشخصية.