أفاد تقرير أمريكي فصّل مطوّلاً في متحور لامبدا الذي تم اكتشافه لأول مرة في بيرو شهر أغسطس 2020، وانتشر في أمريكا الجنوبية، بأن لقاح فايزر فعالٌ ويعمل بشكل جيد ضد هذا الفيروس الناشئ من كوفيد-19، والأمر ينطبق كذلك على لقاح مودرنا.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" مؤخراً أن هنالك أخباراً سارة عن لامبدا، فحتى لو زادت وتيرة انتشاره في الولايات المتحدة، فإن اثنين من لقاحات فيروس كورونا الثلاثة المعتمدة فيدرالياً تعمل بشكل جيد ضدها.
ووجدت ورقة نشرها باحثون في جامعة نيويورك يوم الاثنين أن لقاحي فايزر ومودرنا لا يواجهان أي مشكلة في تحييد متحور لامبدا، إذ أظهر الأخير مقاومة طفيفة للقاحات المصنعة بتقنية "إم آر إن إيه"، وأن الجرعات كانت لا تزال فعالة للغاية، وفقاً للدراسة التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران.
من جهته، أوضح ناثانيال لانداو، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة نيويورك الذي يدرس المتحورات أن "اللقاحات بمثل تلك الأجسام المضادة الجيدة.. لا تزال كافية تماماً لتدمير الفيروس".
وفي السياق، شدد الخبراء على أن اللقاحات هي أهم أداة لمكافحة فيروس كورونا بغض النظر عن نوعها.
وقال لونج، من هيوستن ميثوديست، إن الناس لديهم الآن خياراً يتمثل بإما الحصول على التطعيم أو الإصابة بالعدوى في النهاية، موضحاً أن "التطعيم هو حقاً أفضل دفاع لنا"، ولو أن أي شخص اعتقد بإمكانية الاحتماء والاختباء وعدم الإصابة بالفيروس أبداً.. فإن تفكيره ذلك "ضرب من الخيال".
ما هو متغير لامبدا؟
متغير لامبدا المعروف أيضًا باسم C.37، هو نسخة ناشئة من فيروس كورونا الجديد الذي تم اكتشافه لأول مرة في بيرو في أغسطس 2020. ومنذ ذلك الحين انتشر بسرعة في ذلك البلد حيث يمثل الآن الغالبية العظمى من الحالات الجديدة.
أبلغت ما لا يقل عن 29 دولة عن لامبدا في الأشهر الأخيرة، معظمها بأعداد صغيرة نسبياً، وشهدت شيلي والأرجنتين والإكوادور أكبر الزيادات خارج بيرو، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
أدى انتشار لامبدا في أمريكا الجنوبية إلى تصنيف منظمة الصحة العالمية له "كمتغير مهم" في 14 يونيو. وهذا يعني أن العلماء قد حددوا التغيرات الجينية التي يمكن أن تجعلها أكثر خطورة من الإصدارات السابقة للفيروس.
وفقا للخبراء، تمتلك لامبدا بعضا من نفس أنواع الطفرات التي لوحظت في متغيرات ألفا وبيتا وغاما التي قد تزيد من انتقال العدوى. كما أن لديها طفرة مشابهة لتلك الموجودة في دلتا والتي قد تسمح لها بإصابة خلايا الرئة بسهولة أكبر.
لكن لامبدا لم تعتبر حتى الآن "متغيراً مثيراً للقلق" من قبل منظمة الصحة العالمية. تحتفظ الوكالة بهذه التسمية للمتغيرات التي ثبت بشكل أكثر تحديداً أنها تنتشر بشكل أسرع، أو تفاقم المرض أو تتهرب من اللقاحات أو العلاجات. وتشمل هذه المجموعة ألفا، متغيرات بيتا وجاما ودلتا.
ما مدى القلق الذي يمثله متغير لامبدا في الولايات المتحدة؟
يثق الخبراء بشكل عام من أن متغير لامبدا لن ينتشر في الولايات المتحدة كما حدث في البيرو، التي سجلت بالفعل أعلى معدل وفيات في العالم بسبب كوفيد-19.
وبالمقارنة، تم تحديد متغير دلتا لأول مرة في الولايات المتحدة في مارس، وهو يمثل الآن أكثر من 80% من الإصابات الجديدة على مدار الأسبوعين الماضيين، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
أكد الخبراء أيضاً أن متغير لامبدا كان مجرد متحور واحد من بين العديد من المتحورات لفيروس كوفيد-19.
في هذا الصدد، أشار ناثانيال لانداو، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة نيويورك الذي يدرس المتغيرات: "لا يؤدي هذا إلى تفاقم الوضع حقاً.. إنها مجرد نسخة من نفس الشيء (كوفيد-19)".