رفض المفوض الأوروبي المسؤول عن تنسيق إمداد الاتحاد الأوروبي باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، تييري بريتون، اليوم، انتقادات منظمة الصحة العالمية بشأن الجرعات الثالثة ضد فيروس كورونا في الدول الغنية، فيما أكدت بيانات أولية من إسرائيل أن الجرعة الثالثة المعزِّزة توفر حماية مضافة ضد الفيروس.
وأوضح بريتون أن 300 إلى 350 مليون جرعة من اللقاحات اللازمة لتنفيذ جرعة تقوية المناعة في الاتحاد الأوروبي تشكل فقط ما يعادل شهراً واحداً من الإنتاج الأوروبي. وأضاف: «هذا يعني شهراً من الإنتاج. هذا ما نتحدث عنه». وتابع: «أتفهم الرسالة، لكن الأرقام لا تدعمها بحيث إننا سننتج في أوروبا والولايات المتحدة ما بين 500 إلى 600 مليون جرعة شهرياً».
وأكد بريتون أن الجرعات المعززة للمناعة يجب أن تعطى بعد ستة أشهر من التلقيح الكامل على أقرب تقدير لكي تكون مفيدة، وذكر أن مئات ملايين الجرعات ستوجه نحو دول بحاجة إليها، خصوصاً في أفريقيا.
ولم يصدر الاتحاد الأوروبي بعد توصية بجرعة ثالثة من اللقاح، لكن بريتون قال إنه يتوقع أن تعمم هذه الممارسة، حيث إن بعض الدول الأعضاء وبينها فرنسا بدأت إعطاء الجرعات الثالثة.
تقلل الخطر
وتوفر الجرعة الثالثة المعزِّزة من لقاح فايزر/بيونتك حماية مضافة ضد «كورونا» وسط تفشي سلالة دلتا، وفقاً لبيانات أولية من إسرائيل، حيث بدأ إعطاء الجرعة الثالثة بشكل متزايد في منتصف يوليو. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن تحليلاً أولياً للبيانات من مؤسسة مكابي لخدمات الرعاية الصحية خلص إلى أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة تكميلية تراجع لديهم خطر الإصابة بنسبة تتراوح بين 48% و68% بعد مرور أسبوع إلى 13 يوماً، مقارنة بأولئك الذين حصلوا على نظام الجرعتين القياسي.
وزادت الحماية بمرور الوقت، حيث تراجع خطر الإصابة بنسبة 70% إلى 84% بعد مرور أسبوعين إلى 20 يوماً بعد الحصول على الجرعة الثالثة.
وقيَّم البحث، الذي صدر الثلاثاء، الفعالية الإضافية لجرعة معزِّزة بسبب سلالة دلتا، وليس ضد حالات الإعياء الشديد، وفقاً للباحثين بقيادة دانيال إم وينبرغر الأستاذ المساعد في علم الأوبئة في كلية ييل للصحة العامة في نيو هافن في كونيتيكت.
وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى أن تراجع الحماية التي يوفرها اللقاح يمكن مواجهته على المدى القصير بجرعة ثالثة.
وأعلنت دول عديدة عن خطط لإعطاء جرعة معزِّزة لمواجهة سلالة دلتا الأكثر عدوى، لرفع مستويات الأجسام المضادة لدى أولئك الذين تم تطعيمهم في وقت مبكر من الوباء.
ماليزيا تدرس
وتدرس ماليزيا ما إذا كان من الضروري توزيع جرعة منشطة من اللقاحات، في الوقت الذي تواجه البلاد ارتفاعاً في حالات الإصابة.
ونقلت «بلومبرغ» عن وزير الصحة الماليزي خيري جمال الدين القول أمس إنه تم تشكيل لجنة خبراء لتقييم الحاجة لتوزيع جرعة ثالثة من اللقاحات، ومن المتوقع أن تقدم توصياتها في نهاية الشهر.
وأضاف أن الحكومة سوف تستمر حالياً في التركيز على الأشخاص الذين لم يحصلوا حتى على جرعة أولى من اللقاح. وقد حصل 46% فقط من الماليزيين على جرعتي اللقاح حتى الثلاثاء.