نجوم الغانم خلال مشاركتها في إحدى الجلسات النقاشية | تصوير: زافير ويلسون

الروايات المحلية الناجحة تضلّ طريقها إلى السينما

تحتل الحكاية الجزء الأكبر والأساسي من أي عمل سينمائي أو درامي، ففيها الحبكة والأحداث، وعلى أساسها تلعب الشخصيات أدوارها المكتوبة لها، ولولاها لما وُجد العمل الفني من الأساس.

وتزخر دولة الإمارات بوجود العديد من الكتّاب الإماراتيين والعرب وحتى الأجانب الذين وصلوا برواياتهم وقصصهم إلى العالمية، واضعين بصمة واضحة في هذا الجانب، وفاتحين المجال أيضاً أمام أعمال سينمائية أو درامية مميزة ومبدعة، لكن إلى أي حد يستفيد صنّاع السينما من هذه الروايات والروائيين، وهل بينهما حوار متصل وتعاون مشترك فعلياً؟

على هامش مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته الحالية ناقشت «البيان» هذه القضية مع أصحاب العلاقة، حيث قالت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم: «في البداية علينا أن نسأل أين السينما، وأين الأدوات، لدينا العديد من النصوص الأدبية والروايات وعبر التاريخ كانت هذه النصوص الأدبية الثرية والروايات هي التي تغني السينما، ونحن دائماً بحاجة إلى هذا الغنى الموجود في الرواية لننقله إلى السينما».

زخم

وأشارت إلى أن ما يواجهه صنّاع السينما أن الإنتاج السينمائي بات قليلاً كونه مكلفاً جداً ولديه العديد من التحديات، ولكي يتم إنتاج أعمال روائية جيدة بزخمها الموجود نحتاج إلى أفلام طويلة تناسب المعالجة الروائية الموجودة.

لذا نحن بحاجة إلى إمكانيات ليست محصورة على المادة أو التمويل فقط على الرغم من أنها المشكلة الأبرز، لكننا أيضاً بحاجة إلى إمكانيات بشرية وفنية ورؤى سينمائية ترفع من قدر هذا السرد الموجود في الروايات.

وحول ما إذا كانت الدراما التلفزيونية تحظى بالنصيب الأكبر من تلك الروايات، أكدت الغانم أن الدراما كانت بمثابة «الطفل المدلل» لسنوات طويلة، وكانت تحظى بالفعل بنصيب الأسد من الروايات الجيدة، لكنها ترى أنه بعد دخول المنافسين الجدد الممثلين في «المنصات المختلفة» التي تقدم محتوى من كافة أنحاء العالم وبكل اللغات التي لم تعد مقتصرة فقط على الأفلام الأجنبية أي ما يقصد به «الأمريكية والإنجليزية» بل تعدتها إلى الأفلام الكورية وغيرها من اللغات واللهجات التي بات الجمهور يميل إليها أكثر من العربية.

مشيرة إلى أن الجمهور بات أمام خيارات كثيرة ومتعددة ويستطيع أن يختار من بين كل هذا الكم المطروح من القصص والروايات والمحتوى المقدم على تلك المنصات التي تلبي بالفعل ما يريد أن يشاهده.

عوامل

وأضافت: «كل تلك العوامل حتماً ستضع السينما الإماراتية والخليجية في مأزق كبير سواء مع الرواية أو مع إنتاج الأفلام بشكل عام، ويتعين على صنّاع السينما والمهتمين بها الانتباه إلى أن المشاهد بات ذكياً جداً ويعرف كيف ينتقي ويختار القصص الجميلة والمتنوعة التي تلبي ذوقه، ولم يعد يكتفي بمجرد حكايات عادية تروى عبر أفلام أو دراما مهما كانت جنسيتها». وقالت المخرجة والمنتجة هناء كاظم:

«أنجزت العديد من الأفلام الطويلة، وحاولت كثيراً أن أقوم بتحويل العديد من الروايات الجميلة الموجودة في الدولة سواء لكتّاب محليين أو عالميين، إلا أنني اكتشفت أن هذا يتطلب مجهوداً كبيراً جداً ويصعب تنفيذه، وعملت مع العديد من الفرق المختصة على القيام بورش عمل لكتّاب الرواية كي يتمكنوا من تحويل رواياتهم إلى سيناريوهات تصلح للأفلام، إلا أن أنني لم أصل إلى نتيجة حقيقية».

وأشارت إلى وجود فجوة كبيرة بين كتّاب الروايات وصانعي السيناريو والسينما، على الرغم من وجود هذه الصناعة المختصة على مستوى العالم والتي تلاقي إقبالاً كبيراً من الكتّاب إلا أنها للأسف غير متوفرة بالشكل المطلوب في الدولة، متمنية أن تكون هناك جهات مختصة للاهتمام بالكتّاب الذين ينتجون روايات ناجحة لتمكينهم من تحويلها إلى سيناريوهات قابلة للتنفيذ سواء على شاشات السينما أو التلفزيون.