المواقع الإماراتية ذاكرة حضارية في لائحة «اليونسكو» للتراث

يعكس إدراج مواقع إماراتية على لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وعلى لائحتها التمهيدية، القيمة الحضارية والثقافية للمواقع الأثرية والطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعزز جهود تنشيط السياحة الثقافية في الدولة.

وتدرك دولة الإمارات أهمية الحفاظ على المواقع الثقافية والطبيعية والأثرية، وتوثيقها، باعتبارها أحد المكونات الرئيسية للموروث المحلي، الأمر الذي دفعها إلى العمل عن كثب لتسجيل أهم تلك المواقع على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي جاءت بمثابة ذاكرة حضارية تستوعب تفاعل والتقاء العديد من الحضارات البشرية، وتكللت بإدراج مدينة العين وبعض مواقعها الأثرية على قائمة المنظمة الأممية للتراث الإنساني العالمي، لتصبح أول موقع إماراتي على هذه القائمة. وتعتبر المواقع المدرجة على اللائحة، أو تلك المدرجة على اللائحة التمهيدية مقصداً للزائرين من داخل الدولة والسياح من الخارج، حيث تواكب الدعوة إلى زيارتها في هذه الأوقات من العام مع حملة أجمل شتاء في العالم التي تأتي نسختها الثالثة تحت شعار «موروثنا»، وتسعى إلى إبراز مقومات الموروث والهوية الوطنية، ومنظومة القيم الإماراتية الأصيلة المتوارثة.

صون التراث

وتسعى دولة الإمارات إلى إبراز العناصر التراثية بشقيها المادي وغير المادي على الساحة الدولية، وتسجيلها على قوائم اليونسكو بما يسهم في التعريف بها، وترويجها عالمياً والحفاظ عليها وترميمها حسب المعايير الدولية لدى منظمة «اليونسكو»، حيث يعزز تسجيل أحد المواقع على لائحة المنظمة الدولية حضور دولة الإمارات على خريطة السياحة الثقافية العالمية، ما يدعم استدامة وصون التراث الثقافي وجعله أداة فاعلة في التنمية الاقتصادية.

وشهد 2011 دخول أول المواقع الإماراتية على لائحة اليونسكو، حيث اتخذ قرار دخول مدينة العين خلال الاجتماع الـ 35 للجنة التراث العالمي بـ «اليونسكو» الذي عقد في مقر المنظمة في باريس.

وضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» المدينة إلى هذه القائمة المهمة، واستندت المنظمة إلى الأهمية الجيولوجية والأثرية والتاريخية لجبل حفيت الذي يقع عند أطراف المدينة ويشرف عليها، وكذلك إلى حضارة هيلي التي كانت تزدهر في العين، فضلاً عن المنشآت ذات الأهمية التاريخية مثل «بدع بنت سعود» ومناطق الواحات ونظام الأفلاج الذي كان يستخدم لإدارة المياه والحفاظ عليها.

تعتبر واحة العين التي أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو مقصداً للزوار من المجتمع المحلي والسياح على حد سواء، والذين يستمتعون باستكشاف المركز البيئي التعليمي والتجول بين مجموعة واسعة من الممرّات المُظلَّلة بين ما يزيد على 147 ألف نخلة، ومساحات شاسعة ينمو فيها قرابة 100 نوع من النباتات، بالإضافة إلى عدد من المزارع المنتجة.

يقع أكبر موقع أثري للعصر البرونزي بالإمارات في منطقة هيلي بمدينة العين، ويعود تاريخه إلى بداية الألف الثالثة قبل الميلاد، واستمر حتى بداية الألف الثانية دون انقطاع. وقد جرى ضم بعض أجزاء هذا الموقع إلى حديقة آثار هيلي، التي تم تصميمها لتسليط الضوء على الآثار التاريخية وإتاحتها للزوار.

تؤرخ حضارة حفيت لبداية العصر البرونزي في الإمارات، حيث أظهرت عمليات التنقيب عن الآثار التي أجرتها البعثة الدنماركية منذ عام 1959، أن الإنسان قد استوطن منطقة العين منذ نهاية الألف الرابعة قبل الميلاد.

تعتبر مدافن بدع بنت سعود من أهم المعالم الأثرية في العين، حيث أقيمت على قمم وسفوح هذا المرتفع، ويبلغ عددها أكثر من 40 مدفناً حجرياً مبنية من الحجارة غير المتناسقة، نُقب منها أكثر من 18 مدفناً تختلف في أشكالها وأحجامها وفتراتها الزمنية أيضاً.

مواقع على اللائحة التمهيدية

واجتاز 12 موقعاً إماراتياً الاشتراطات الخاصة بإدراجها في القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، حيث باتت مرشحة لاعتمادها ضمن القائمة الرسمية لمواقع التراث العالمي.

وتأتي جهود الإمارات في هذا المجال في إطار حرصها على الحفاظ على التراث الإماراتي الأصيل الذي يعتبر ركيزة أساسية للدولة العصرية، وملمحاً من الملامح المميزة للمجتمع المحلي، وعنصراً أساسياً في تشكيل الهوية الوطنية، لذلك تلقى جهود تسجيل عناصر التراث دعماً غير محدود من مختلف الجهات المعنية في الدولة. والمواقع الـ12 المرشحة لدخول القائمة هي:

موقع أم النار، السبخة الساحلية، مسجد البدية، موقع الدور، خور دبي، صير بونعير، قلب الشارقة، المنطقة الوسطى، جلفار، منطقة شمل، منطقة ضاية، الجزيرة الحمراء.

الأكثر مشاركة