خولة الشحي.. استكشاف أعماق البحار

جمعت الإماراتية خولة الشحي بين التفوق الدراسي وشغف التعلم؛ فهي خريجة كليات التقنية العليا بـ3 شهادات وتتحدث لغات عدة، ولديها اهتمامات مختلفة في الأعمال الفنية والتصوير وركوب الخيل، وأخيراً الغوص الذي تكتشف فيه عوالم البحار وتتأمل في آيات الله العظيمة، ومن خلال رحلتها الأخيرة إلى جزيرة موريشيوس التقت بالحيتان في مملكتهم، واستطاعت رؤية حوت العنبر وهو أشهر أنواع الحيتان المسننة التي يتراوح حجمها بين 7 أمتار و16 متراً وأوزانها بين 14 طناً و41 طناً وتُعتبر ثالث أكبر كائن بحري وصاحب أكبر دماغ بين جميع المخلوقات.

إبداع الخالق

«البيان» التقت مدربة الغوص المحترفة خولة الشحي والحاصلة على ماجستير لغات وإدارة أعمال، ودبلوم لغة فرنسية وتتحدث الإسبانية والقليل من الإيطالية، وتعمل في مجال المشتريات والخدمات اللوجستية، وعلّمت أبناءها حب البحر ومشاركتهم لها الغوص في رحلاتها البحرية، وتقول: علمني والدي السباحة من عمر الثامنة وكنت أمارسها في جزيرة زنجبار مما غرس فيّ حب الفضول والتعلم لأتجه فيما بعد لتعلم الغوص واكتشفت إبداع الخالق لأصبح شغوفة باكتشاف البحار والمحيطات والحياة البحرية.

وتتابع: فضلت نقل ما أشاهده في أعماق البحار للناس فكنت أصور رحلات الغوص، وكان أستاذي في التصوير الدكتور جمعة بن ثالث الذي تعلمت منه حب العطاء ونقل المعلومات من الأعماق للغواصين الشغوفين، ومن خلال طرحه لدورة تدريبية لأساسيات التصوير وأنواعه تعلمت اختلاف الأجهزة والأدوات وطريقة التصوير تحت الماء في مختلف الظروف والأحوال الجوية وأهمية حماية البيئة البحرية بشتى الطرق ومميزات أبرز أجهزة التصوير وأدواتها.

مخلوقات بحرية

تؤكد الشحي بأنها تقرأ كثيراً في مجال أعماق البحار وتبحث عن المواقع التي تتمتع بزرقة خلاّبة وأعماق مجهولة المكنون وتمارس الغوص النهاري والليلي وتزور السفن الغارقة والحدائق المرجانية في مختلف بقاع الأرض، وقد كانت أجمل المشاهدات للشعاب المرجانية والسفن الغارقة في جزيرة بالي الأندونيسية لتميز المياه بالرؤية الممتازة وتُعد كنزاً من كنوز المحيط الخفية لتوافر التضاريس الرائعة والمياه الكريستالية، إضافة إلى حُطام السُفن التاريخية. وأكثر ما يُميز منطقة أميد في بالي توافر المخلوقات البحرية النادرة بألوانها وأشكالها.

الأمن والسلامة

وعن أساليب المحافظة على سلامة الغواصين تقول: في رحلة اكتشاف المياه الزرقاء الساحرة نحرص على اختيار مركز غوص احترافي يُقدم خدمات الأمن والسلامة في القارب والإسعافات الأولية إلى جانب وجود مُستجيب أول للحالات الطارئة، كما أحرص كوني مُدربة غوص ومحترفة بانتقاء الموقع المناسب والحرص على حماية البيئة البحرية وذلك بعدم الجلوس أو الوقوف على الشعاب المرجانية لتواجد بعض الأسماك والمخلوقات الخطيرة التي قد تودي بحياة الإنسان بعد 15 دقيقة من الوخز.

وحتى أحافظ على سلامة الآخرين أثناء الرحلة أقوم بانتقاء موقع التصوير بحذرٍ تام بعد التأكد من خُلُوِه من الأشواك السامة أو المخلوقات الضارة ومن ثم أبدأ بتنظيم موقع تصوير مُريح وخالٍ من الأخطار لتوثيق جمال الحياة البحرية ومخلوقاتها.

وفي السياق نفسه قالت: أثناء تَعمقي بعالم الغوص واستمتاعي بجماله جذبت انتباه عائلتي بطريقة غير مُباشرة، وبناءً على رغبتهم في الدخول لهذا العالم الرائع، أسهمت مادياً ومعنوياً لتحقيق أهدافهم باكتشاف الحياة البحرية، وشحذ مهاراتهم العقلية وبناء الثقة وتحفيز العضلات وتنظيم التنفس مما يساعد على بناء طفل واعٍ فكرياً وحريص على المحافظة على البيئة، إضافة إلى التفريغ العصبي والتأمل الذي يحدث خلال الغوص، وقد لاحظت على أبنائي تطوراً ملحوظاً في الدراسة واكتساب لياقة مميزة بين الطلاب في مرحلتهم العُمرية، الأمر الذي أدى لتميزهم بالشجاعة وقوة التحمل والإلمام بالبيئة البحرية بصورة عامة.