مبدعو الإمارات يقرنون بين جاذبية نتاجاتهم ودورها المجتمعي

فنون التصميم في دبي تنبض بالاستدامة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد الإبداع والجاذبية ثيمتي إبداعات الإماراتيين، الوحيدتين، فبجانب تميز هذه النتاجات، برزت قيمة رئيسة تحولت إلى اتجاه وخيار جوهري تنتظم جميع التصاميم وفقاً لمعاييره، وهو الالتزام بروح الاستدامة ومرتكزاتها، بحيث يكون التصميم والإبداع المنجز ضامناً لحماية المناخ وصون البيئة وحفظ مقدرات الطبيعة، وهو ما يتجلى ببروز في أنماط اتجاهات ومشروعات المؤسسات والمراكز المتخصصة في دبي خاصة ودولة الإمارات عامة، ذلك بدءاً من حي دبي للتصميم ومروراً بكافة المؤسسات الحكومية والمجتمعية ووصولاً إلى المراكز الخاصة.

ونجد في هذا الصدد أن الكثير من العلامات الإبداعية الإماراتية باتت تتبنى أسلوب الاستدامة كخيار أساسي، فالعديد منها يطبق مفهوم التنمية المستدامة عند إنتاج الأزياء والتصاميم المبتكرة، وذلك من أجل صناعة أكثر حفاظاً على البيئة حيث يقوم المصممون الإماراتيون بخلق هوية معاصرة من مواد صديقة للبيئة وقابلة للتحلل لمواكبة التوجهات، والتعبير عن مكانة الدولة الرائدة في مجال التصميم والابتكار والإبداع والاستدامة.

مواد متجددة

«البيان» التقت القيم الفني بمجال التصميم فاطمة المحمود والشريك المدير لاستوديو «همزة وصل» في دبي، حيث تحدثت عن مساهمة الفنانين والمصممين في الحفاظ على البيئة والثقافة المحلية من خلال مشاريع مختلفة مثل صنع المنسوجات من مواد مستدامة، مثل: النخلة.

وقالت: يلجأ المصممون إلى استخدام مواد متجددة كالنخلة فهي مصدر متجدد للمواد الخام، ليقلل ذلك من الاعتماد على المواد الاستهلاكية غير المتجددة، إضافة إلى أن هذه المشاريع تؤدي إلى دعم الحرفيين المحليين مما يساعد على توفير فرص عمل لهم وتشجيعهم مما يعزز الاقتصاد المحلي.

وتؤكد المحمود بأن هذه الأعمال الفنية تعزز مفهوم الثقافة والتقاليد المحلية وتحافظ عليها من خلال تضمين عناصر تراثية في التصاميم، بالتالي، يمكن القول إن مشروع مثل «فاشكالتفيت» الذي أقيم بهدف توثيق أهمية أشجار النخيل وآلية استخدم أجزائها في المنسوجات والأزياء، لعب دوراً مهماً في الاستدامة من خلال دمج الفن والتصميم مع استخدام المواد المستدامة ودعم الثقافة المحلية والاقتصاد.

علامة محلية

وفي السياق نفسه، استطاعت الشقيقتان آمنة وحصة الدحيل المهيري، إنشاء أول علامة أزياء إماراتية تستخدم النباتات في منتجاتها، وتقولان: تعد «وادي دِ» علامة تجارية تهدف لتغيير مفهوم الموضة المستدامة في الإمارات، وبداية فكرتنا كانت تتناول المشاكل البيئية التي كانت تحدث حول العالم، ومواجهة عواقبها على الإنسان والحيوان وكوكب الأرض، إضافة إلى التغيرات المناخية.

وتغير الإنسان في الاستهلاك كان أول دافع لنبدأ مشروعنا، ومن خلال بحثنا للجلود البديلة لاحظنا بأن هناك شباباً يقومون باختراع جلد مصنوع من مواد صديقة للبيئة وطريقة تصنيعها أيضاً صديقة للبيئة، مثل جلد الصبار الذي نستخدمه في أغلبية منتجاتنا وجلد المانجو الذي أطلقناه هذا العام.

كما أن هذه أول علامة تجارية إماراتية متخصصة في الجلود النباتية، وصديقة للبيئة، والتي تم صناعتها محلياً، وقد أطلقتا على المشروع اسم «وادي د»، وهو يقوم بمهمة نبيلة جوهرها إنقاذ البيئة، وتغيير مفاهيم الصناعة الإبداعية وقيم الاستهلاك مع الحفاظ على الموضة وهو بالضبط ما ستفعله هاتان المبدعتان بهذه العلامة التجارية.

بصمة مميزة

ويسعى الكثير من الشباب الإماراتي على وضع بصمة مميزة في مجال الاستدامة، منهم أمل السويدي، والحاصلة على شهادة بكالوريوس في تصميم الأزياء والإدارة الاستراتيجية للتصميم من معهد دبي للتصميم والابتكار، والتي تقول: من خلال دراستي أصبحت أكثر اهتماماً بالاستدامة ومعرفة كيفية قدرتنا على بناء مستقبل بلدنا. إن التعرف على الاستدامة من خلال طريق التصميم جعل من السهل تحقيق أهدافنا، وقد أصبحت شخصياً مهتمة بالأقمشة وتجربة المواد الجديدة.

ولهذا السبب بدأت بحثي الخاص حول هذا الموضوع وقمت بإنشاء مادة صديقة للبيئة قابلة للتحلل مصنوعة من الكمبوشا. وأضافت: أحد أكبر عوامل التلوث في العالم هي النفايات التي تخلفها صناعة الأزياء من الملابس التي يتخلص منها الناس يومياً، ولهذا السبب فإن البحث في المواد الطبيعية القابلة للتحلل هو أحد الحلول لهذه المشكلة، ونسيج الكمبوشا عبارة عن مادة تشبه الجلد ويمكن صبغها وتصنيعها في أنماط.

وتتابع: لا يزال العمل قيد التقدم لأنه يحتوي على بعض المشكلات الفنية. فعلى سبيل المثال، القماش ليس مقاوماً للماء مما يجعل من الصعب التعامل معه. ومع ذلك، فإن الكمبوشا هو مجرد واحد من الأقمشة الطبيعية المتوفرة. وهدفي في المستقبل هو مواصلة بحثي حول الأقمشة القابلة للتحلل وفهم مدى إمكانية استخدام هذه المحاولة لتغيير صناعة الأزياء إلى الأفضل.

 

Email