«المملوك».. عرض إماراتي يفتتح «الكويت للمونودراما»

دشنت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، عروض النسخة الجديدة من مهرجان الكويت الدولي للمونودراما بالعرض المسرحي «المملوك» من تأليف وإخراج أحمد عبدالله راشد وتمثيل عبدالله علي الخديم، وهو عمل مأخوذ عن نص «مغامرة رأس المملوك جابر» للكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس.

قدرات

العرض الإماراتي يعد واحداً من أجمل عروض المهرجان بقدرات محترفة ورائعة، وتدور فكرة العمل حول الصراع الأزلي بين الحاكم والمحكوم كعادة نصوص ونوس، وطبيعة العلاقة التي يراها الملك تصلح مع خادمه أو الأميرة وكيف يجب أن تتعامل مع جاريتها، صراع يحتدم من خلال الشخصية الرئيسية التي تستدعي شخوصاً أخرى ليبدأ صراعاً جديداً نفسياً في محاولة جيدة من المؤلف لجر أقدام المتلقي للمنطقة التي أوجدها لبطل مسرحيته الذي يعيش هو الآخر حرباً نفسية أخرى عشناها معه من خلال سينوغرافيا العرض المتمثل في كرسي وحيد يقلع في منتصف خشبة المسرح وقد تم ربطه بحبل من كل جهة وكلا الطرفين «السيد والعبد» يجر الحبل،«الملك» لفرض سطوته والخادم للتخلص من هذه السطوة والبطش.

أحداث

ويتفنن المؤلف المخرج من خلال أحداث العرض المسرحي في إيصال حالة القهر والغبن التي يحياها المملوك نتيجة عيشه في قصر الملك وإن كان هذا القصر على رحابة مساحته الواسعة يظل محبساً ضيقاً يكاد أن يخنق المملوك، كل لحظة وكل ساعة ويوم يمر على هذا المملوك هو فصل حياة يتجدد فيها الألم والمعاناة والحسرة.

يحسب للمخرج ليس فقط التعامل الجيد مع النص بل الاستعانة بممثل محترف سبق له أن تصدى لنفس العرض في مهرجانات عديدة من بينها شرم الشيخ وبالتالي من الطبيعي أن نشعر باحترافية أدائه وقدراته المختلفة في الولوج من وإلى يومياته التعيسة التي فعلاً وصلت للمتلقي وشعرنا بالكمية الكبيرة التي كلما قرفنا منها تزداد ولا تريد أن تنتهي،اصطحبنا المخرج على مدار ساعة تقريباً في تحويلات ذكية من خلال خيالات المؤلف التي اعتمد فيها بين لغتي الإضاءة والأداء التمثيلي في تحويل الكرسي تارة من سرير للنوم إلى معشوقة.

العرض الثاني

وقدمت ثاني عروض المهرجان فرقة موزاييك بسيدي بلعباس الجزائرية، بمشاركة الممثلة سعاد جناتي، وأخرجه هشام بوسهلة.

وأبهر العرض الحضور حيث تمتع بقدرات خيالية وأداء تمثيلي رائع. وتدور فكرة العمل حول أم مكلومة تعيش على مدى 30 عاماً تبكي ولدها الوحيد الذي غادرها نحو المستقبل المجهول بحثاً عن حياة كريمة يريد أن يصنعها لوالدته.

واتسم العرض المونودرامي برؤية سينوغرافية دائرية من تصميم هشام بوسهلة، الذي كتب النص أيضاً.

كما تميزت المونودراما الذي تفاعل معها الجمهور باقتصاد العرض على مستوى الإضاءة والديكور الذي جاء بسيطاً لكن يتدفق بالدلالات على غرار الشباك الذي يحيلنا إلى الميناء والصيادين على إيقاع موسيقي خدم العرض الحزين.