الأديبات العربيات يثرين مسارات التنمية والتطور في مجتمعاتنا

تميزت المرأة العربية على مر العصور بدورها الكبير في تنمية المجتمع، فهي من يقال عنها إنها «نصف المجتمع، وتربي النصف الآخر»، وهي الكاتبة والأديبة والروائية والمحامية والمعلمة، والوزيرة والمؤهلة لتحمل مسؤوليات كافة المهام، التي لم تعد عصية عليها، خاصة مع تمكين المرأة في العديد من الدول العربية، وعلى رأسها الإمارات.

ومع تطور المشهد الثقافي في العالم العربي، استطلعت «البيان»، ضمن أجواء وفعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يشهد حضوراً ومشاركات نوعية للأديبة الإماراتية، والعربية بوجه عام، ماهيات ومدى قدرة الأديبة العربية على أن تكون فاعلة في المشهد المحلي الثقافي والأدبي والتنموي والاجتماعي، وكيف بات هناك صدى لما تكتبه وتنشره، حتى صار مؤثراً في المجتمع أيضاً بشكل أو بآخر.

وذلك من خلال آراء العديد من الكاتبات العربيات اللاتي وضعن بصمتهن في عالم الشعر والرواية والقصة القصيرة والفن التشكيلي وغيره الكثير، إذ رصدت معهن مدى تأثير ما كتبنه وقدمنه على المجتمع.

الكاتبة سارة الصرّاف، أكدت أن المرأة العربية تمكنت من أن يكون لها صدى وتأثير كبيران في مجتمعها، فالكتابة تعد جزءاً من أدوار أخرى عديدة تمتلكها وتعبر عنها في مختلف المجالات الأدبية، سواء الشعر أو الرواية أو المقال الأدبي، ولا شك أن صوتها يصل، مشيرة إلى أن صوت المرأة وخطابها الإبداعي لا يختلف عن صوت الرجل،، والمرأة الآن في العالم العربي صوتها مسموع ومؤثر أيضاً، حيث تمكنت من الوصول والتحليق عالياً في فضاءات النجاح، وتركت بصمتها الخاصة.

دور معرفي

بدورها، أكدت الروائية والإعلامية، الزميلة ريم الكمالي، أن الرواية الإماراتية اليوم أصبحت في صميم الجلسات والمجالس تحليلاً ونقاشاً، وبات دور الأدب الروائي دوراً معرفياً وفاعلاً بقوة، بدليل كثرة النوادي القرائية والصالونات الأدبية، والندوات حول الرواية، وكتابات النقاد والمقالات، كما أن بعض الروايات تحولت إلى مسرحيات ومسلسلات.

وأضافت: «هناك أمر هام، وهو أن الجمهور القارئ بات يتثقف من الرواية، وحتى الباحثون منهم أصبحوا يراقبون الأحداث المميزة في الرواية التاريخية كمثال، ويستلهمون من تلك الفترات موضوعاً وعنواناً لكتبهم البحثية، من خلال زمن الرواية الذي يطرح قضية منسية، على سبيل المثال».

واستطردت ريم الكمالي: «بلا شك أن الروائيات في الإمارات بتن يؤسسن معرفة، بدليل آخر طرح كتبهم في الجامعات وكليات العلوم الإنسانية لتناقش، مع تقديم بحث للطلاب حولها، وفي متناول الجميع، كما أن المجتمع أصبح ينتظر الروايات المكتوبة من أجل قراءتها ومناقشتها، لأنهم أصبحوا يؤمنون بالقوة التحويلية للكتب إجمالاً».

وأوضحت الكمالي أنه بعد أن عززت الرواية فكرتها وسردها في اللغة والخيال والتاريخ والتقاليد والمرأة، باتت حبكتها أكثر دهشةً وفضولاً، وبالتالي، حضوراً في قلب القارئ، الذي أخذ بدوره يتعاطف مع الأبطال بمشاعر فياضة، مستنكراً النهاية، أو يبني تكملة، أو يتساءل بدهشة، وكما نشهد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إشارات في البيوت والمجالس ونقاشاتهم عن الأبطال الذين تم طرحهم في الروايات، متوسعين في وجهات النظر، حتى تغير مناخ التواصل الثقافي، وأصبح هادفاً.

وترى الروائية ريم الكمالي، أن الخيال ليس بجديد على المجتمع، فمنذ جيل أمهاتنا وأجدادنا، والقصص الشفاهية في حياتهم كانت حاضرة وبقوة، سواء قصص مروية، توفر لأفراد المجتمع البسيط خيالاً وملاذاً فريداً في حياتهم اليومية، بما كانت تقدمه تلك القصص من الإثارة والدراما والتجارب العاطفية والرعب والمغامرة، أو كل ما لا يواجهونه غالباً في الواقع، فالرواية ضمير المجتمع، والأديبة الإماراتية، بلا شك، أصبحت فاعلة في المشهد المحلي والثقافي والأدبي، وما تنشره له صدى وتأثير كبيران.

قيمة

من جهتها، قالت الكاتبة عائشة السيفي: «لم تمر حقبة تاريخية في الوطن العربي أو العالمي، إلا وكان للمرأة دور فيها، بل وقدرة على التعبير عن كل ما يختلج في عوالمها الداخلية والخارجية، والآن تمتلك المرأة اليوم الأدوات التي تهيئها للكتابة، سواء عن المرأة نفسها، أو عن مختلف القضايا والإشكاليات، والتعبير عنها بشتى الطرق، ونرى في الرواية العربية عموماً، والخليجية بشكل خاص، تميزاً واضحاً، لكن الشعر كحالة متفردة، بحاجة إلى أن تطرق فيه مساحات أكبر وأوسع، وهذا يمكن أن يحدث بالتدرج، فكلما رأينا المزيد من الأصوات النسائية التي تطرق مساحات تخص المرأة، لم يسبق أن طرقت من قبل، لما زادت مساحات تعبير المرأة وتميزها».