دبي واحة ثقافية عالمية ترفل ببرامج تمكين المبدعات

عبر طموحها اللامتناهي كحاضنة ثقافية للإبداع والثقافة، تلهم مدينة دبي الأديبات والفنانات لتقديم أطروحات ومشاريع مستدامة تدور في فلك الهوية الوطنية، وتأصيل التراث بالفن المعاصر، ما يشجع النساء على تطوير مهاراتهن وتحقيق النجاح وإمكانياتهن الكاملة في مختلف المجالات المتعلقة بالفنون والأدب، وسط حضور استثنائي لإصدارات روائية وقصصية تحمل توقيع نون النسوة.

تحفيز

وفى السياق، تؤكد الكاتبة والمقيمة في دبي جوليا جونسون، التي قدمت وزوجها المعماري بريان إلى دبي منذ أكثر من أربعين عاماً، أن دبي من أفضل المدن المحفزة على الإبداع والحراك الثقافي والتفاعلي، مشيرة إلى أن هذه المدينة العصرية فتحت أمامها الأبواب لتقديم قراءات للقصص والكتب على محطات الإذاعة، والتلفزة وإقامة العديد من ورش عمل الدراما للناشئة. وتتابع: أقوم كذلك بزيارات للمدارس لإنتاج المسرحيات التعليمية، وأطلقت قصتي الأخيرة في فئة أدب الأطفال واليافعين، تحت عنوان «أين الجميع»، تشجع الأطفال على التحدث عن مشاعرهم وقلقهم الناجم عن «كوفيد 19»، وتتبع تساؤلات مجموعة من الحيوانات الحائرة خلال جائحة 2020 في محاولة لمعرفة أين ذهب جميع البشر.

توثيق التجارب

وتضيف جوليا: كان لدي شغف ورغبة ملحة في توثيق تجربتي ومشاركتها مع الآخرين كونني عشت الماضي والحاضر في هذه المدينة المزدهرة، ولدي معارفي وانطباعاتي الخاصة عن المنطقة، وثقافتها وتقاليدها الرائعة، فنشرت قصتي الأولى «غواص اللؤلؤ»، وأتبعتها بقصة «ابن غواص اللؤلؤ». وقد تم اختيار القصتين من قبل وزارة التربية والتعليم ضمن مبادرة «القراءة للمتعة» في المدارس الحكومية في الإمارات، كما أصدرت أكثر من خمسة وعشرين كتاباً، منها «الفتى الفهد»، وحازت قصة «سر السلحفاة»، على جائزة معرض الشارقة الدولي للكتاب كأفضل كتاب دولي للأطفال لعام 2014، كما وفازت قصة «سر الكهف» بجائزة أفضل كتاب عالمي للأطفال في مهرجان الشارقة القرائي للأطفال 2019.

روح المدينة

وحول الدور الذي تلعبه دبي في دعم التعاون الفني بين الكاتبات والفنانات، تقول الكاتبة الإماراتية ميثاء الخياط: إن المناخ الإبداعي هو جزء من روح مدينة دبي المعاصرة التي لا تتوقف عن طرح العديد من الفعاليات والمبادرات الثقافية لمشاركة القصص والتجارب بين الفنانين والمبدعين الذين يلتقون باستمرار تحت مظلة الثقافة ومساراتها، حيث تلمع الأفكار وتجتمع الخيوط الأولى لمشروعات تطرحها مجموعة من الأديبات والفنانات من مختلف القطاعات.

المركز الأول

وتضيف ميثاء، التي أصدرت 171 قصة في مجال أدب الطفل واليافعين في أقل من 10 سنوات، إنها وبفضل الحراك التفاعلي لقطاع الثقافة والنشر استطاعت ترجمة بعض إصداراتها إلى الإنجليزية، والتركية، والإيطالية، وبعض كتبها تم اعتمادها كمنھج دراسي في المدارس الحكومية والخاصة في الدولة، كما فاز كتاب «أطفئ الأنوار» بالمركز الأول لجائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال عام 2016، وتم ترشيح رسوماتها لقصة «نخیل أبي» لجائزة الشيخ زايد للكتاب، فئة رسومات قصص الأطفال، 2020. آخر أعمالها الفنية، رسم كتيب «ودیمة»، أول قانون طفل مصوّر متكامل بالتعاون مع مجلس شباب محاكم دبي.

فعل القراءة

وبما يتعلق بأهمية حضور الهوية الوطنية الإماراتية في الأعمال والمشاريع الأدبية المشتركة أو الفردية، تقول الكاتبة في مجال أدب الطفل والحاصلة شهادة البكالوريوس في علوم البيئة نورة خوري: إن نشر الثقافة والهوية الوطنية الإماراتية محلياً وعالمياً هي إحدى وسائل الأدب والفنون، التي تبدأ من المراحل الأولى لتعرف الأطفال واليافعين على فعل القراءة والمطالعة، وتشير إلى أنها دمجت تخصصها في مجال الكتابة القصصية مع عملها التطوّعي في مجال الأمومة والطفولة المبكّرة.

جسور الكلمات

وتضيف نورة إنها طالما ركزت في إصداراتها وكتابتها القصصية على إبراز البيئة الطبيعية والتراث المحلّي من خلال زياراتها المدرسية، ومشاركاتها في فعاليات معارض الكتاب في الدولة، وتسهم في تقريب القراءة والكتابة والقصص للصّغار، وغرس محبتها في نفوسهم، من خلال نسخة مترجمة إلى العربية من القصة الشهيرة التي عشقها الأطفال «لولي بخير تماماً» في سعي إلى بناء جسور الثقافة بين الأطفال، خاصة لمن يتحدثون اللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى ربطهم بتراثهم وعاداتهم وأجدادهم وبعناصر البيئة المحيطة، ومن جانب آخر فقد ساهمت في ترجمة قصة «لؤلؤة عائشة» للكاتبة جوليا جونسون التي تعج بسحر الكلمات وتزينها رسومات رائعة للكاتبة والرسامة ميثاء الخياط.

الأكثر مشاركة