«شبح الأوبرا» يروي في دبي حكاية عبقري موسيقي

من باريس إلى دبي أطل، أمس، «شبح الأوبرا» على خشبة مسرح دبي أوبرا من جديد بعد النجاح الملفت الذي حققه هذا العرض الملحمي في العام 2019، والمأخوذ عن رواية فرنسية من تأليف غاستون ليرو، وسيستمر حتى 10 مارس المقبل. وكانت بالأساس مسلسلاً قصصياً نشرت في مجلة «Le Gaulois» من 23 سبتمبر 1909 وحتى 8 يناير 1910.

لم تنل الاهتمام في البداية إلا أنها اعتبرت من روائع الأدب الفرنسي في القرن العشرين. وتمت ترجمة الرواية إلى الإنجليزية في عام 1911. وتم إنتاجها سينمائياً في عامي 1925 وبنسخة جديدة عام 2004. انتج العمل المخرج العالمي المسرحي «أندرو لويد ويبر» معتمداً على رواية غاستون ليرو.

والجدير بالذكر أن العمل وعلى مدار 35 عاماً، قدم ما يزيد على 13,925عرضاً محققاً بذلك وبجدارة رقماً قياسياً عالمياً، لأطول عرضٍ متواصل في «برودواي»وشاهده أكثر من 160 مليون شخص في 41 بلداً و186 مدينة في العالم.

وتدور أحداث العرض ومحورها مدينة باريس في القرن التاسع عشر، وتحكي قصة عبقري موسيقي معروف فقط باسم «الشبح» يسكن أعماق دار الأوبرا في باريس ويطارد من فيها أحياناً. وكان مفتوناً بمواهب وجمال السوبرانو الشابة - كريستين، التي يجذبها الشبح بعبقريته الفنية لتكون تلميذته ويقع في حبها بشدة.

وحول أهم التحديات التي واجهت في تأدية الشخصية الرئيسية «الشبح» في العرض أكد مغني الأوبرا «التينور» نديم نمان لـ«البيان» أن الشبح شخصية معقدة للغاية ذات عذوبة عاطفية عميقة، ما قد يشكل تحدياً لي ومكافأة في نفس الوقت. ومن التحديات الرئيسية في العمل هو الحفاظ على التوازن بين عواطف الشبح الشديدة وضعفه، بينما يتعين أيضاً عليك أن تنقل عمقه وتعقيده للجمهور.

تقمص مرهق

وحول إذا ما كان تقمصه لشخصية الشبح قد أثر بشكل ما على ممارسته لحياته الطبيعية يقول نديم: تأدية شخصية الشبح تجربة عميقة الانغماس تتطلب استثماراً عاطفياً كبيراً. يتضمن الانغماس في الشخصية الاستفادة من عقلية وعواطف الشبح، والتي قد تكون مرهقة عاطفياً في بعض الأحيان. ومع ذلك، فإنه من الرائع أيضاً أن تعيش شخصية غنية ومتعددة الأوجه مثل هذه. يتطلب التحول من الشخصية بعد العرض وقتاً وتأملاً للانفصال تماماً عن عالم الشبح العاطفي.

وفيما يتعلق بأحب الأدوار إلى قلبه بعد شخصية الشبح في العمل ككل يقول نديم: إذا توفرت لي الفرصة، سيكون لدي اهتمام باستكشاف شخصية «راؤول» البطل الثاني في العمل. بينما الشبح غامض، يقدم «راؤول» وجهة نظر مختلفة كنبيل يقع في مثلث حب مع كريستين والشبح. من المثير للاهتمام الغوص في دوافع راؤول والصراعات الداخلية لديه.

وعن انطباعه العام حول مدينة دبي التي يزورها للمرة الأولى يقول نديم: دبي مدينة نابضة بالحياة وديناميكية بنسيج ثقافي غني. أنا معجب بحداثتها وتنوعها، وبدفء سكانها. استكشاف معالم وأصوات دبي كانت تجربة غنية، وأنا ممتن للفرصة لأداء عروضنا في مدينة بهذه الديناميكية، ومن جانب آخر فإن الأداء في دبي أوبرا هو متعة لا توصف، حيث ينبعث الفخامة والبهاء من المكان، ما يوفر خلفية مذهلة لإنتاجنا. وتابع: تتمتع المرافق بأعلى مستويات التقنيات العالمية. إنه شرف لنا عرض إنتاجنا في مثل هذا المكان الرصين وأن نكون جزءاً من الساحة الفنية المزدهرة في المدينة.

وتعتقد مغنية الأوبرا «السوبرانو» هاريت جونز، التي تجسد شخصية كريستين أن دورها في هذا العمل الملحمي هو حلم لأي مطربة سوبرانو، ولكنه يأتي مع مجموعة من التحديات الخاصة به. وتابعت: إن أحد التحديات الرئيسية هو التنقل في رحلة كريستين العاطفية طوال القصة، من البراءة والضعف إلى القوة والتمكين. والحفاظ على التوازن بين متطلبات الغناء للدور والتمثيل الدقيق المطلوب لنقل مشاعر كريستين إلى الجمهور.

تجربة عميقة

وأضافت: تأدية دور كريستين تجربة عميقة الانغماس تتطلب الكثير من التحضير العقلي والعاطفي. الدخول في شخصية كريستين يتضمن الاتصال بعواطفها وتجاربها، والتي يمكن أن تكون مثيرة ومرهقة في نفس الوقت. بينما يكون للدور تأثير عميق على حياتي اليومية أثناء العروض، فإن العثور على لحظات للاسترخاء ضروري للحفاظ على توازن صحي، ولو كان لدي خيار آخر للعب شخصية إضافية في العمل اعتقد أنه سيكون لدي اهتمام بالتعمق في شخصية «مدام جيري» المشاركة في العمل. بوصفها مدربة الباليه الغامضة والعجيبة، تلعب مدام جيري دوراً حيوياً في قصة الشبح، وسيكون من المثير استكشاف دوافعها وخلفيتها بعمق أكبر.

أما عن انطباعها الشخصي حول مدينة دبي التي تزورها أيضاً للمرة الأولى أكدت هاريت أن دبي هي مزيج فريد من الحداثة والتقاليد. وأضافت: أنا مندهشة بعجائبها المعمارية، وتنوع ثقافاتها، وحسن ضيافتها. كان استكشاف أسواق دبي النابضة بالحياة، وشواطئها الخلابة، والمعالم البارزة تجربة لا تنسى حقاً، وأنا ممتنة للفرصة لأداء عروضنا في مدينة بهذه الديناميكية. كما أن الأداء في دبي أوبرا هو شرف حقيقي لي، حيث تزيد الهندسة المعمارية الرائعة من بهاء المكان، الذي يتميز بدرجة عالية من الدقة والاحترافية.

الأكثر مشاركة