«حق الليلة».. عبق التراث وجماليات تقاليد مجتمع الإمارات

يحرص المجتمع الإماراتي على الاحتفاء بالنصف من شهر شعبان، «حق الليلة»، حيث لا تزال الاحتفالية تحظى باهتمام الأسرة الإماراتية التي تسعى جاهدة إلى غرس عاداتها وتقاليدها التراثية الأصيلة والجميلة، إلى جانب الاحتفاء بقرب حلول شهر رمضان المبارك. وأكدت نخبة من المتخصصين في حديثهم لـ «البيان» أهمية تعزيز الهوية التراثية الثقافية، وإبقاء الأجيال المختلفة على تواصل مع تقاليدها وعاداتها، وأهمية إحياء الفعاليات التي تعزز القيم النبيلة للترابط الأسري والتضامن الاجتماعي.

وقالت منى بن شيبان المهيري، مديرة سوق القطارة التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي في حديثها لـ «البيان»:« إن ليلة النصف من شهر شعبان، أو ما يطلق عليه في المجتمع الإماراتي «حق الليلة» التي يُحتفى بها في الدولة وتحديداً في 15 من شهر شعبان من كل عام، تمثل احتفالاً بقرب حلول شهر رمضان المبارك، وإرثاً ثقافياً يعكس تأصل العادات الشعبية في الدولة. ونحرص في سوق القطارة على الاحتفاء بهذا اليوم، بمشاركة طلبة مدارس المدينة، وحضور عدد من الجدات وذلك ضمن أجواء يحرص فيها الصغار على ارتداء الملابس التقليدية القديمة والمميزة في تصاميمها وطابعها التراثي الجميل، يحملون معهم أكياساً خاصة تظهر بنماذج وتصاميم زاهية ومبتكرة».

وأشادت المهيري بحرص شتى المؤسسات والجهات في الدولة على إحياء هذه المناسبة التراثية وذلك ارتباطاً بالماضي الجميل الذي يعبق بشذى الأصالة، وسعياً إلى ربط الأجيال الجديدة بمفرداته التي تثري حاضرهم، وتزيد أيضاً من تمسكهم بالعادات والتقاليد.

ارتباط

بدوره، أوضح عبد الله الكعبي، باحث في التراث الإماراتي بأن المجتمع الإماراتي يحتفي بالنصف من شعبان، وهذا يرتبط بالعادات والتراث والتقاليد الأصيلة، والمحافظة عليها بين الأطفال، لأهميتها في صقل الهوية الوطنية. وأضاف الكعبي:« أريد التنويه إلى نقطة مفادها بأن «حق الليلة» مناسبة يبتهج فيها الجميع لاستقبال شهر الخير والرحمة على طريقتهم الخاصة وذلك في أسمى وأجمل صورة اجتماعية تعكس مدى تمسك الإماراتيين بعراقة موروثهم الشعبي الأصيل».

من جهتها، قالت مريم السلمان، رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين: «نعم، تحرص المؤسسات على تنظيم الاحتفاء بالنصف من شعبان من خلال فعاليات جميلة ترتبط بتراث الأجداد لنشر الموروث التاريخي والثقافي، وتعريف أبناء هذا الجيل بتراث الآباء». وأشارت السلمان إلى أن الصغار يتفننون وبحرص تام من ذويهم على ارتداء ملابس تراثية تتعلق بالمناسبة ذاتها، وهذا ما يشعرنا بلذة الاحتفال. وأضافت: «مع الاحتفاء السنوي بالنصف من شعبان، نستعيد شريط ذكرياتنا الحافل بالعديد من المواقف المتعلقة بهذا اليوم الأصيل، كنا صغاراً نردد الأهازيج الخاصة بحق الليلة، ونحمل أكياساً متنوعة الأحجام والأشكال والألوان، ونطوف في الفريج، ونطرق أبواب المنازل مرددين الأهازيج الشعبية، ونبتهج حينما نرى الأكياس مليئة بالحلويات والمكسرات». وأردفت: «من الضروري نقل الاحتفال بهذه الليلة وعرض تراثنا الأصيل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والتعريف بالتراث الشعبي الإماراتي، وعرض ماهية الاحتفال بليلة النصف من شعبان، والتركيز على البهجة التي تحف الجميع في هذا اليوم بلا استثناء».

الأكثر مشاركة