أدباء وكتاب يؤكدون: تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة.. المجلات الثقافية تختفي

لطالما كانت المجلات الثقافية محور اهتمام الكثيرين في مختلف العصور، لما تقدمه من معرفة قيمة وجديدة للقراء، خاصة فئة الشباب. وخلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد ظهور التطور التكنولوجي والسوشيال ميديا، وجدنا أنفسنا نطرح التساؤلات حول أسباب اندثار المجلات الثقافية، لاسيما أن هذا أثار انتقادات من بعض المثقفين الذين أعربوا عن عدم رضاهم عن تراجع وانحصار المجلات الثقافية على الساحة العربية.

وبات عدد من المثقفين يفسرون أسباب هذا التراجع والاختفاء، وتباينت آراؤهم ما بين ظهور وسائل الاتصال الحديثة، وعزوف الجيل الجديد عن الاهتمام بمثل هذه النوعية من المجلات، وأسباب عدة أخرى.

وترى فئة ثالثة أن تراجع الواقع الثقافي في العالم العربي وتراجع قيمة الإبداع والثقافة هو السر وراء الحال الذي وصلت إليه المجلات الثقافية.

من جهته، قال الكاتب الصحفي عمرو صحصاح في تصريحات لـ«البيان»، إن سبب توقف إصدار المجلات الثقافية يعود لتعرضها إلى خسائر فادحة نتيجة تكاليف النشر.

ويرى صحصاح، أن تلك المجلات تحملت تلك التكاليف الباهظة والخسائر لفترة كبيرة، ثم لم يجد القائمون عليها مفراً من إيقاف إصدارها، لاسيما مع عزوف القارئ عن شراء الإصدارات المطبوعة، والتوجه نحو الصحافة الإلكترونية.

ثورة رقمية

أما الكاتب والروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد، فكان له رأي آخر، إذ قال إن عزوف القراء عن المجلات الثقافية أمر طبيعي مع عصر الثورة الرقمية، مضيفاً أن أغلب القراء عادة من الشباب يلجؤون في القراءة إلى الإنترنت، ما كان له تأثير سلبي على الطباعة الورقية.

بدوره، استنكر إبراهيم عبدالمجيد ما يحدث في بعض المدارس. وقال لـ «البيان»: « التعليم مثلاً بات يحدث عن بعد عن طريق اللاب توب، وإن كانت بعض الدول عادت للتدريس من خلال الكتب، لكن في عالمنا العربي موجة القراءة الرقمية في طريقها للتوسع، ونحتاج إلى وقت طويل حتى يعود القراء للكتب وحتماً سيحدث هذا يوماً ما».

تطور تكنولوجي

وأرجعت الكاتبة الصحفية، مروة فتحي، أزمة المجلات الثقافية إلى تطور التكنولوجيا وظهور السوشيال ميديا، وقالت: «في ظل هذا التطور ينجذب القارئ للفيديوهات المصورة، وليس المجلات أو المطبوعات المطولة».

المشاكل الاقتصادية هي المفجر الرئيسي للأزمة، هكذا فسر الشاعر سمير درويش، رئيس تحرير مجلة «ميريت»، السر وراء اختفاء المجلات الثقافية بعد عصور من الازدهار.

الكاتب المصري يرى حسب ما قال في تصريحات له، أن اختفاء المجلات الثقافية اليوم يأتي بسبب ارتفاع تكلفة الطباعة والتحرير والتوزيع، وكشف أن العائد المادي بعد كل هذه التكلفة يعد ضعيفاً.

أزمة نقص التمويل ليست عائقاً في طريق المجلات الثقافية، الكاتب الروائي كمال الرياحي له وجهة نظر مختلفة، إذ أكد أن الأزمة الاقتصادية هي مسألة تخص بعض الدول أو المجلات، التي تصدر عن مؤسسات خاصة أو جمعيات محدودة الإمكانات، ويؤكد أن هذا ليس السبب وراء اختفاء المجلات الثقافية.

الرياحي أن الأرجح هو أن يكون قرار توقف أي مجلة دليلاً على تغيير الاستراتيجيات، معتبراً أن اختفاء المجلات المنافسة وتراجع مستوى إصدارات أخرى يسببان أزمة كذلك.