احتفاءً بكتاب «التحولات السردية» لمريم الهاشمي

«ندوة الثقافة والعلوم» تدير نقاشاً حول الأدب الإماراتي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع صالون المنتدى جلسة نقاشية لكتاب «التحولات السردية في الأدب الإماراتي» للدكتورة مريم الهاشمي، بحضور بلال البدور، رئيس مجلس الإدارة، وعلي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، ود. صلاح القاسم، وجمال الخياط، وعائشة سلطان، وعلي الشريف، أعضاء مجلس الإدارة، وجمال الشحي، عضو مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، ونخبة من الإعلاميين والمهتمين.

أدار النقاش زينة الشامي، أستاذة الأدب العربي، مؤكدة أهمية الكتاب، لما للأدب من ارتباط وثيق بالواقع المتغير، دائم التحولات، ودائماً ما يموج بحركة ما، وأشارت إلى أن دولة الإمارات شهدت تغيرات كبرى وعديدة خلال العصر الحديث، ما انعكس على الأدب وجعله يشهد تحولات قد تستجيب بشكل أو بآخر للتحولات الموضوعية التي تحدث خارجه سواء على المستوى الشخصي للكاتب التي يعكسها في كتاباته، أو تحولات مجتمعية.

وأكدت د. مريم الهاشمي، أستاذة الأدب العربي في كليات التقنية، أن الكتاب يتناول أهم التقنيات والبنى السردية الخاصة بالرواية الإماراتية، وأشارت إلى أن إصداراتها السابقة كانت تتحدث عن الشعر القديم أو الحديث أو الإماراتي، وجاء هذا الكتاب من المسؤولية البحثية على عاتق الناقد الإماراتي الذي عليه تناول كل الأجناس الأدبية في الساحة الثقافية في الإمارات، وباعتبار الرواية الأدبية جنساً أدبياً حاضراً، له شريحة واسعة من القراء، جاء الكتاب لسد ثغرة في البحث حول الرواية أو السرد الإماراتي.

اتجاهات

وذكرت الهاشمي أن الكتاب يتناول التحولات الإنسانية في مجتمع سريع التحول والتطور بسبب التنوع الديموغرافي والثقافي. وأشارت الهاشمي إلى أن الكتاب تطرق لاتجاهين في العملية البحثية، الاتجاه الأول في تناول الموضوعات في الرواية الإماراتية، والاتجاه الثاني كيفية تغير البنى أو التقنيات السردية في الرواية الإماراتية، ولفتت إلى أن أكثر الاتجاهات التي يتم تناولها من الكتاب هي الاتجاه التاريخي والاتجاه الواقعي والاتجاه العجائبي كنوع من التحول السردي في الرواية الإماراتية، والقاعدة الأساسية بين هذه الاتجاهات الثلاثة هي وجود الاتجاه الاجتماعي الذي يعتبر الأساس في كثير من الأعمال السردية في الأدب الإماراتي. ويعتبر الاتجاه التاريخي حاضراً بشكل جدي، من ذلك كتابات ريم الكمالي، ونادية النجار، وغيرهما من الكتّاب.

الاتكاء على التاريخ

وعلقت الهاشمي على الرواية التاريخية بأنه ليس هناك حرج إذا كان هناك عمل سردي جاد مكتمل العناصر، والتاريخ خلفية للحاضر، وهناك كتابات كثيرة تتكئ على التاريخ في الأعمال السردية، منها رواية «رياح من طشقند» لمنى التميمي، التي عمدت إلى تقديم معرفة تأريخية للقارئ لشحذ إدراكاته المعرفية من أجل الوقوف على ما وراء هذا التاريخ، والكتابة التاريخية تختلف من كاتب إلى آخر، فمنهم من يحاول تقديم قيمة معرفية، أو للاستفادة من التاريخ بمختلف حقبه، التي قد يكون فيها إسقاط على الواقع في كثير من الأحيان، وفي الرواية الإماراتية الكتابة التاريخية طرح لتقنية سردية جميلة. وهناك روايات تجمع أكثر من أزمنة في عمل روائي واحد لمد النفس السردي، أو إسقاط بين الشخصيات في مختلف الحقب، كما فعلت الكاتبة صالحة عبيد في روايتها «دائرة التوابل».

وأكدت حضور التناص بوصفه تحولاً في السردية الإماراتية الجديدة، وهذا التناص لم يقتصر على الاقتباس، بل تجاوزه إلى اقتباس ثقافي وأدبي وتاريخي، وهذا ما يتضح جلياً في كثير من الأعمال الروائية التي أثبتت جدارتها في توظيف التقنيات السردية. واسترسلت الهاشمي قائلة إن فعل الكتابة فعل سلوكي أحياناً يتستر الكاتب خلف شخصياته الروائية، وإن الرواية عملية قرائية في الأساس، ورأت أن الروائي الإماراتي والخليجي يبذلان جهداً كتابياً مضاعفاً عن غيرهم؛ لأن الروائي الإماراتي هو المدقق والمراجع والمسوق للعمل؛ وعليه طرق أبواب وقراءات أخرى، فيقع على عاتقه الكثير لتكوين مشروعه الأدبي الذي يتشكل على نار هادئة.

بحث وتأريخ

وأشارت إلى أن لغة الكتابة والفترة الزمنية للكتاب تختلف من كاتب لآخر، وفي رواية «في فمي لؤلؤة» للكاتبة ميسون القاسمي نجد أنها قامت بجهد بحثي مضنٍ في التنقيب والبحث، كذلك الكاتبة ريم الكمالي في روايتها «يوميات روز»؛ إذ تتميز بجهد بحثي وتأريخ صحيح ذي مرجعية تاريخية.

وختمت بأن كل كاتب إماراتي له لغته وسرديته التي تميزه؛ ولذلك لا بد أن يتمتع الناقد بنوع من الموضوعية؛ لذلك لم تلجأ كناقدة إلى نقد اللغة أو المكان أو أي تقنيات سردية لدى بعض الكتاب؛ لرؤيتها أن العمل الأدبي يحتاج إلى مراحل للنضوج والإمساك بزمام اللغة والتقنية السردية. وختمت الجلسة بتكريم الدكتورة مريم الهاشمي، وزينة الشامي، من قبل علي عبيد الهاملي، وعائشة سلطان.

Email