أمل الرميثي وموزة المنصوري وهند المريد أنامل تشكيلية متشابكة

فنانات إماراتيات يتشاطرن قيم الجمال

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الامتداد الفني لفلسفة اللوحة ومعناها، جميعها التقاطات أخذت بأيدينا خلال افتتاح معرض «صنع في تشكيل» في نسخته الـ 14، في تلاقٍ يعمق إدراكنا بالحركة التشكيلية والفنية التي تحتضنها دبي، كامتداد يجسّر لتواصل هو الأهم، وفي إنتاج يعيد تسليط الضوء على تصميم فني موغل في مسارات تشكل الأعمال الفنية محلياً باختلاف مشارب فنانيها.

التقت «البيان» هناك مجموعة من الفنانين الشباب ممن تشاطروا تجربتهم الشعورية في سرد بصري انسيابي جدير بالحديث والكتابة عنه.

وعبر أروقة غاليري «إف إن ديزاين» في «السركال أفنيو»، شاركت الفنانة أمل الرميثي هذا العام برسومات تقريبية يدوية لمشاهد من رحلاتها وأسفارها، وهو ما نقرأه كإلهام صريح فرض نفسه على الفنانة التي سبق وأنتجت مشاريع فنية على «الكانفس» خلال معارض سابقة «آرت دبي»، و«صنع في تشكيل» في دورته الماضية، لتستنطق الرميثي في أعمالها المعروضة المناظر الطبيعية بأبعاد تؤصل الارتباط بالمكان والذاكرة اللحظية، وكذلك كفعل للتعبير عن مكنونها بأسلوب تعبيري حر يراهن على تكثيف الفكرة الفنية والتجربة الشعورية لمخيلة الفنان عبر الممازجة بين اللون والمشهدية المكانية، لتبدع في حالة من التوازن ما بينهما.

غبة سلامة

المطلع على تجربة الفنانة الشابة، يلحظ شغفها من خلال مدلولات أعمالها الفنية المبكرة، ويجدها مشغولة بفكرة تأصيل الموروث والثقافة الشعبية، لتستعرض مرّة مرويّة «غبة سلامة» التي تداولتها ألسنة الغواصين، في خرافة حول جنية تدعى «سلامة» ومجموعة من بناتها اللائي يقطُنّ قعر بحر مضيق هرمز، وتقول الأسطورة أنهن كُنّ يعترضن السفن التي تمر في المضيق.. وغيرها من المرويات التي تمت ترجمتها إلى لغة بصرية في سياق سعيها لتوثيق الحكاية الشعبية عبر الفن.

فن مشاكس

الرمزية المستخدمة في أعمال موزة المنصوري، والألوان الصارخة غير الاعتيادية، تخبرنا بالكثير عن الفنانة ذات الروح المرحة في أعماقها. تقول موزة إن منتوجاتها الفنية التي اشتركت في رسم بعضها ضمن مناخات جماعية، شكلت فضاءً لالتقائها بفنانين شباب من أمثال أمل الرميثي وهند المريد، وهو ما منحها الدافع لتشجيعهم على المشاركة وبث أعمالهم للجمهور الأوسع، وهي سمة وملمح جذّاب في شخصيتها الفنية، وله إسقاط فعلي على أعمالها التي يمكن وصفها بالمشاكسة.

تجربة شعورية

وبأسلوب يطارد كل ما هو «غير مألوف»، مرآته أن الفنانة الشابة شخص ذاتي التعلم وبخلفية تقنية في مجال التصميم الجرافيكي والألعاب، تلفت المنصوري الانتباه إلى أن الجمال يكمن في اللامتوقع واللامنطقي، فتارة تنساب ألوانها بأريحية فوضوية، وتارة أخرى تجد نفسك تتعثر بعمل يحمل مشهدية رومنسية تضغط على وتر الجروح العاطفية، ولكن أين؟، في أزاهير ورد تشعّبت من قلب حاوية قمامة، وكأنها تقوم بإعادة تدوير مفاهيم تجذرت في التجربة الشعورية، عبر تحدي أنماط وقوالب جمعية برمزية واضحة للغاية. وخلال لقاء الفنانة موزة، أوضحت أن علاقتها الوثيقة بوالدها انعكست في لوحة شكلتها «أوراق الموز»، لتتأتى كمساحة سجال أبوي يشاكس فيها الوالد ابنته حول معنى اسمها، ما إن كان دانة اللؤلؤ أو شجرة الموز بحد ذاتها.

خربشات بصرية

اتفقت الفنانات الثلاث، بمن فيهن هند المريد، على أن الأخيرة بمنتهى الصبر، ما ينعكس كطابع أصيل في لوحاتها وعملها المشارك بالمعرض، وذلك في صورة «خربشات» تُبدي إصرارها المستدام على ابتداع أعمال فنية تجبر متذوقها على الوقوف لأكثر من برهة، حيث تمرر الفنانة الشابة من خلال الوجوه التي ترسمها شعوراً أشبه بالخداع البصري، في حيرة هي الأبهى من نوعها لاكتشاف عشرات ومئات الصور والتعابير الشعورية والحسية كلما زاد اقتراباً من اللوحة.

يمكن الإشارة إلى أن أعمال المريد، التي تقول بأنها تتجذر وتذكّرها بطفولتها، عبارة عن لوحة تفاعلية حقيقة قوامها فضاء شاسع أبيض وقلم حبر أسود، وهي هواية بدأت أولى شذراتها برسومات لوجوه مجردة تماهت على كتبها الدراسية، مروراً بالأوراق ووصولاً إلى لوحاتها الفنية الحالية.

Email