عيد الأضحى في دمشق.. عادات راسخة وأمل بغد أفضل

الأسواق الدمشقية تتزين احتفالاً بالعيد | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يبقى لعيد الأضحى خصوصيته لدى الدمشقيين، وطقوسه التي يتشاركون فيها، يحدوهم الأمل في غد أفضل بعد أكثر من عقد من المعاناة نتيجة الحرب.

ومع الساعات الأولى ليوم العيد يتوجه الدمشقيون والسوريون عامة إلى المساجد التي تكتظ بالمصلين لأداء الصلاة، ويتبادلون التهنئة بهذه المناسبة. كما تعد زيارة القبور، والترحم على موتاهم والدعاء لهم، ومن ثم زيارة الأقرباء طقساً يحافظون عليه دائماً.

يعود الباحث في التراث الدمشقي هيثم طباخة بذاكرته إلى الفترة ما بين عامي 1940 و1980 ويقول لـ«البيان»: «ما كان يميز العيد في الشام قديماً هو اجتماع الأقارب والجيران. وكانت الأيام الأولى من شهر ذي الحجة تقضى في الصيام وقيام الليل وتلاوة القرآن، إلى جانب إعداد النسوة للطعام الذي تشتهر به الموائد الدمشقية، مثل: الشاكرية والرز بحليب، والحلويات، وشراء الملابس وتجهيز الأضاحي ومساعدة الفقراء».

ويضيف: «كانت حارات دمشق القديمة تكتسي بالزينة والأعلام وأغصان الأشجار والسيوف، استعداداً لاستقبال الحجاج العائدين، وكان الأهالي ينتقلون من حارة إلى أخرى بمرافقة العراضة الشامية للترحيب بهم والمباركة لهم».

ويتابع: «كانت العيدية من الأهل في أيامنا ليرة واحدة، كنا نُسأل إذا ما كنا نريدها «ورقية أم فضية»، فكنا نختار الليرة الفضية، ونتوجه للبسطات التي كان تنتشر في سوق الحميدية، والمسكية، وغيرها من المناطق، أو إلى أماكن الألعاب التي كانت توضع في ساحة الحريقة والحميدية والمهاجرين، أو للاستماع إلى الحكواتي ومشاهدة مسرح خيال الظل».

الباحث محي الدين قرنفلة، قال لـ«البيان»: يبقى لعيد الأضحى المبارك في دمشق معانيه الكبيرة والتي تتجلى بتقديم الأضاحي ومساعدة الفقراء المحتاجين، وصلة الرحم، والتسامح، وعقد المصالحات بين المتخاصمين، كما تعم البهجة البيوت، بعد أن تكون الأيام العشر التي تسبق العيد أيام عبادة وتقرب إلى الله.

واستدرك قرنفلة، قائلاً: لكن في الأعوام الأخيرة، وفي ظل الأوضاع الصعبة التي عصفت بالبلاد، تأثرت الأسر كثيراً لجهة عدم القدرة على شراء متطلباتها، واحتياجات أطفالها.

ويشرح قرنفلة، مؤلف كتاب «الشخصية الشعبية الدمشقية»: الفوارق التي حدثت بين الماضي والحاضر قائلاً: اختلفت احتفالات العيد في زمننا الحاضر عن الماضي، بشكل كبير جداً، وإن كنا حافظنا على الأساسيات؛ سابقاً كانت تزين الأسواق، وتنتشر البسطات في الأحياء، والأسواق الرئيسية. الكل يحتفل سواء بالعيد أم بالاستعداد لاستقبال الحجاج العائدين، مضيفاً: كان سوق «المسكية» القريب من الجامع الأموي، على سبيل المثال، يعنى بالزينة الخاصة بالحجاج، والرايات التي كتبت عليها عبارات الترحيب بهم والتهنئة بعودتهم بالسلامة.

Email