جاسم العوضي: منحوتة «البارجيل» تعكس تطور وجمال الحياة في الإمارة

الفن في الأماكن العامة بدبي.. إبداعات توثق الإنجازات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الفن في الأماكن العامة بدبي يُعد جزءاً أساسياً من هوية الإمارة وتراثها الثقافي، حيث يُزين الشوارع والساحات ويُثري المشهد الإبداعي والتجربة الحضرية للسكان والزوار على حد سواء، إذ تشتهر دبي بمجموعة متنوعة من الأعمال الفنية العامة التي تمتد من المنحوتات الضخمة، إلى اللوحات الجدارية الملونة، والرسومات المختلفة وغيرها الكثير التي توثق إنجازات الإمارة وتزيد جمالها وألقها، وتجذب العديد من الزوار والمصورين على حد سواء.

وأنجز الفنان الإماراتي جاسم العوضي إحدى تلك المنحوتات والتي تسمى «البارجيل» عند مدخل مكتبة «الطوار» العامة في دبي، وهي ذات جمال تراثي فريد وتحمل معاني عميقة، وتعبر عن حضارة الإمارة ونهضتها والتسامح الذي يعيش فيه سكانها بكافة أطيافهم وأجناسهم. وأكد العوضي أن منحوتة «البارجيل» تعكس تطور وجمال الحياة في دبي.

وقال العوضي لـ «البيان»: «المجسم عبارة عن «البارجيل» الذي تم استخدامه قديماً في البيوت الإماراتية لتهويتها وتبريدها أيام الصيف، وتتميز بشكلها المعماري التقليدي واللافت، وقد قمت بكتابة كلمتي»المحبة والسلام» باللغتين العربية والانجليزية أسفل البارجيل، ووضعت في الأسفل من الجهات الأربع صوراً للبيوت الأصلية التي تحمل البارجيل والتي التقطت صورها بنفسي في عام 1983 في منطقة الفهيدي، تلك المنطقة التي تعتبر مركز دبي ونقطة نهوضها ونهضتها».

وأشار إلى أنه عمل فني يرمز إلى دبي قديماً، بمواد حديثة وفن معاصر يعبر عنها كمدينة تنمو وتتطور باستمرار، وتم تثبيته في قلعة من قلاع الثقافة وهي مكتبة «الطوار» العامة عند المدخل، موضحاً أنه استخدم مادتين أساسيتين: الحديد، والأسمنت.

وقال العوضي: «أضفت على المنحوتة الخط العربي، واللغة العربية التي اخترتها لتجمّل العمل وعمدت إلى كتابتها بالإنجليزية أيضاً، دلالة على أن الإمارة تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم يعيشون فيها بسلام وود وتسامح ومحبة وهو ما يرمز إليه العمل أيضاً، وليتمكن كل زائر من فهم المقصود من العمل دون الحاجة إلى تفسير من أحد».

اعتمد الفنان العوضي اللونين الأسود والأبيض، في تضاد جميل، حيث يبرز الجمال في اللون الأسود الذي يجمع كل الألوان، والأبيض الذي يمثل الانعكاس لكل الألوان، مؤكداً أنه مزج بين هذين اللونين في دلالة واضحة على مزج دبي لمختلف الثقافات والحضارات على أرضها في سلام ومحبة.

استغرق العمل منه ما بين التفكير والتخطيط ما يقارب 4 شهور، وشهرين آخرين للإنجاز أي ما يقارب 6 إلى 7 شهور، ويبلغ ارتفاع المجسم 6 أمتار والجزء السفلي منه متر ونصف المتر، والعلوي 60 سنتيمتر تقريباً.

وحول ظاهرة الفن في الأماكن العامة في دبي قال: «إذا اكتملت المجتمعات لابد أن يبرز الفن، والفن هو الحلقة الأخيرة في نمو أي مجتمع ضمن تطوره في كل شيء، ويجب أن يكون تاج كافة التطورات العمرانية لكل مجتمع، لأنه يبقى عندما يرحل الخلق جميعهم، فنحن لا زلنا نتعرف على المجتمعات السابقة منها الفرعونية والبابلية والآشورية وغيرها الكثير وعلى ثقافتهم وحياتهم وكل شيء عنهم من خلال الفن الذي تركوه خلفهم وبقي خالداً إلى اليوم، وكذلك الفن في دبي عبارة عن أعمال رئيسية ترمز إلى التطور العمراني والفكري والمعرفي والفلسفي للمجتمع».

Email