برامج دبي الأدبية والفنية.. منارات إبداع عالمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تبرز دبي كحاضنة ثقافية معرفية، تحتضن العديد من المبادرات التي تعزز مكانتها عاصمة عالمية للإبداع، الذي تغرسه الإمارة في نفوس أجيال المستقبل، والمواهب الناشئة من كتاب وأدباء محليين، ومواهب ناشئة في المنطقة، عبر فنون السرد القصصي والرواية، التي تحاكي طابعها الإنساني والحضاري المتعدد الثقافات.

سرد القصص

وحول الدور الملهم لإمارة دبي في دعم المواهب الناشئة والكتاب والأدباء المحليين، أكدت إيزابيل أبو الهول، مؤسِسة ومستشارة وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة الإمارات للآداب، لـ «البيان»، أن مؤسسة الإمارات للآداب، تؤمن بأن كل فرد يمتلك قصة تروى، وكل ما يحتاجه هو الفرصة لسردها، بغض النظر عن العمر أو اللغة، وتكمن روعة العيش في دولة متعددة الثقافات، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثروة المتنوعة من القصص التي تنتظر أن تُحكى، وفي الجمهور الشغوف بالاستماع إليها.

وتابعت: «يطمح هؤلاء المبدعون في منصة لعرض مواهبهم، نشهد ذلك جلياً في مهرجان طيران الإمارات للآداب، حيث نحرص على إدراج الكتّاب المحليين، إلى جانب كوكبة ضيوفنا من حول العالم. وهذا ما يتيح لهم الوصول إلى جمهور أوسع، ومشاركة تجاربهم الفريدة في سياق عالمي، مع استعراض ما تزخر به دبي من إبداع».

وأضافت: «تواصل دبي غرس بذور الإبداع في نفوس أجيال المستقبل من رواة القصص، وهناك العديد من المبادرات حالياً، والتي تُظهر التزام دبي الراسخ بتعزيز الإبداع المحلي، وهو أمر بالغ الأهمية. ونركز في المؤسسة على مساعدة الشباب في بناء مهارات أساسية، من خلال المسابقات والورش المخصصة للطلبة، ونرى حاجاتهم إلى مساحات لعرض أعمالهم».

وأردفت: «إن الهوية الثقافية لأي بلد، تتشكل عبر رواة قصصها، وجهود ومبادرات دبي النوعية في هذا المجال، تضمن نجاح مبدعي رواة القصص، وتمكنهم من تحقيق طموحاتهم الأدبية».

منارة ثقافية

وأكدت أحلام بلوكي الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب، ومديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، والمديرة الإدارية لدار «ELF» للنشر، أن القطاع الثقافي يشهد في دبي تطوراً استثنائياً، ما يعزز مكانة دبي كمركز حيوي للأدب الإماراتي والعالمي. وتابعت: «يعود سبب هذا الازدهار، إلى العديد من العوامل والمقومات التي تتمتع بها دبي، حيث تتميز دبي ببنية تحتية ثقافية راسخة، التي تضم مكتبات واسعة، ومتاحف ومسارح، توفر بيئة ملهمة للجميع، بلا استثناء، حيث نرى مكتبة محمد بن راشد تستقطب آلاف المهتمين بالأدب والثقافة، للاطلاع على مجموعات هائلة ومتنوعة من الكتب».

تعزيز الحوار

وأضافت بلوكي: «لا يقتصر نجاح دبي على البنية التحتية الثقافية والبرامج فحسب، بل يعود كذلك إلى الاستراتيجيات الشاملة، والشراكات القوية بين القطاعين العام والخاص، ويتجلى ذلك في ضم جهود القطاع الحكومي مع جهود مؤسسات رائدة مستقلة، مثل معهد «فكر»، ومؤسسة الإمارات للآداب، وغيرها الكثير. ومن خلال مكانتها العالمية، تتيح دبي للأصوات المحلية أن تُسمع على نطاق واسع، ما يسهم في نشر إبداعات الأدباء الإماراتيين والمحليين على الصعيد الدولي».

وأردفت: «خلال عملنا على فعاليات مثل مهرجان طيران الإمارات للآداب، نسير على خطى دولة الإمارات العربية المتحدة، وحكومة دبي، في تعزيز الحوار والتبادل الثقافي، من خلال الجمع بين رموز الأدب العالمي».

البرنامج الوطني

وتشير بلوكي إلى أن حضور المبادرات والفعاليات الثقافية طوال العام، يعد أيضاً من أبرز مقومات حضور دبي على خارطة الإبداع المحلي والعربي، وبناء أجيال وأجيال من الكتّاب والقرّاء، ومنها، على سبيل المثال، فعاليات القراءة في مستشفى الجليلة للأطفال، والمخيم الصيفي لأبطال التراث، وهي فعالية جديدة، تنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي، سعياً لغرس حب القراءة والاستكشاف الثقافي لدى كافة الفئات العمرية.

واختتمت حديثها: «يوفر البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع، دعماً هائلاً للمبدعين في مختلف المجالات، ما يضمن استمرارية تطور مواهب جديدة. ولعل من أبرز هذه البرامج، هو «الفصل الأول – زمالة الإمارات للآداب وصدِّيقي للكتّاب»، والذي يقام بالتعاون بين مؤسسة الإمارات للآداب، ومجموعة صدِّيقي القابضة. ويعد «الفصل الأول» هو البرنامج الإرشادي الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي، والذي يضمن للزملاء المتأهلين، فرصة تطوير مهاراتهم وصقل موهبتهم. ويهدف البرنامج إلى تمكين الكتّاب الإماراتيين والمحليين من التفاعل مع الجمهور على مستوى العالم، لا فقط داخل دولة الإمارات».

Email