المرأة الإماراتية وصناعة السينما.. قصص ملهمة تفيض إبداعاً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بتنوع أدوارها وقصصها، ومن خلال تمثيلها وإخراجها وكتابة السيناريو، تعكس المرأة في السينما الإماراتية والخليجية، تحولاً ثقافياً واجتماعياً ملحوظاً، بالتزامن مع ظهور جيل جديد من صانعات الأفلام، يطرحن مشاريع سينمائية مشتركة، قائمة على التكاملية والعمل الجماعي، بهدف تعزيز الحوار الحضاري والإنساني، وتنويع المحتوى والمضمون الذي يؤسس لحراك متنامٍ، قادر على تجديد الخطاب الثقافي، وتشكيل ملامح مستقبل الهوية السينمائية الخليجية، من خلال صناعة أفلام أكثر شمولاً، تدعم الحضور المؤثر للقضايا، وتعكس الهوية الثقافية والمجتمعية لدى المرأة.

وعن حضور الجيل الجديد من صانعات الأفلام ضمن تجارب مشتركة سينمائية إماراتية وخليجية، تقول المخرجة الإماراتية ميثاء العوضي: «تشهد صناعة الأفلام حالياً ارتفاعاً ملحوظاً في المنطقة، حيث شهد هذا العام على إنتاج ما لا يقل عن 3 أفلام طويلة، والعديد من الأفلام القصيرة، لمخرجات إماراتيات، تم عرضها ومشاركتها في السينما والمهرجانات، والتي ركزت جميعها على رواية قصص النساء في هذه المنطقة. الجميل في كل قصة، هو أنها تعطي وجهة نظر مختلفة حول هويتنا العربية، وتجاربنا الثرية على كافة الأصعدة، وفي العديد من المجالات. كلما روينا هذه القصص، وأظهرنا الجوانب المختلفة للمرأة في هذه المنطقة، سلطنا الضوء على هويتنا كأمة ومجتمع».

الشخصية الأنثوية

وتضيف ميثاء: «إن للعمل بشكل عام منظوراً فريداً، ليس فقط للشخصيات النسائية داخل القصة، ولكن أيضاً من منظور الرجال. وعلى سبيل المثال، في العمل الأخير الذي قمت بإخراجه «العيد عيدين»، والمستوحى من قصة الكاتبة ساجدة المعلمي، كان هدفنا إبراز شخصية أنثوية قوية، تريد الأفضل لعائلتها، بينما تحاول اكتشاف مكانتها في المجتمع، ولكن في نفس الوقت، إظهار أنها محاطة بشخصيات ذكورية داعمة ومحبة، مثل زوجها ووالدها، اللذين يريدان الأفضل لها».

ومن جانبها، تقول المنتجة والمخرجة الإماراتية راوية عبد الله، والحاصلة على شهادة الماجستير في صناعة الأفلام من المعهد العالي للدراسات السينمائية في فرنسا: «إن التجربة النسوية المتكاملة لصانعات الأفلام في الإمارات خصوصاً، والخليج العربي عموماً، تعد من العناصر الأساسية لتعزيز صناعة الأفلام بشكل شمولي، وتحقيق مساهمة فعّالة من المرأة الإماراتية والخليجية في هذا المجال، من خلال التزامهن العميق بتعزيز المساواة بين الجنسين، تقدم هذه السينمائيات منظورات جديدة ومتنوعة عن تجارب النساء، ما يثري السينما بقصص تعبّر عن تنوع المجتمع، وتعمق تفاعله مع قضاياه.

بالإضافة إلى ذلك، يسهم تمكين حضور المرأة في السينما، في بناء مجتمع سينمائي يعكس التطورات الاجتماعية والثقافية في المنطقة».

وحول أهمية تمكين المرأة الإماراتية والخليجية وحضورها ضمن خارطة التجارب السينمائية في المنطقة، تؤكد الكاتبة الإماراتية سارة الصايغ، أنه لا بد من معالجة معاصرة لدور المرأة، وحضورها سينمائياً، من عرض وجهات نظر، وتجارب متنوعة للمرأة العربية، وتجاوز الصور النمطية، لتقديم تصوير أكثر دقة وواقعية لحياتهن.

وتضيف سارة، التي درست صناعة السينما في جامعة كوين ماري بلندن، تخرجت بتخصص كتابة السيناريو: «يجب علينا تمكين رواة القصص من رواية قصصهم.

ومن وجهة نظري ككاتبة، أشعر أن هناك عدة طرق يمكننا من خلالها القيام بذلك، إلى جانب تشجيع ودعم النساء العربيات لتولي أدوار صانعات أفلام، وكاتبات، ومخرجات، ومنتجات، وغيرها من المناصب الرئيسة في الصناعة، فهذا سيمكنهن من رواية قصصهن من وجهات نظرهن الخاصة. بالإضافة إلى دعم التشجيع من خلال التمويل وإنتاج الأفلام التي تركز على الشخصيات النسائية القوية والمعقدة والسرديات، مع تسليط الضوء على تحدياتهن وانتصاراتهن ومساهماتهن في المجتمع». وأردفت: «هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادتنا الرشيدة تشجع المرأة الإماراتية وتدعمها في جميع المجالات.

وبالتالي، نحن بحاجة إلى توسيع أدوارنا في صناعة السينما».

وفي ما يتعلق بتألق صانعات الأفلام الإماراتية في مجالات مختلفة في صناعة الأفلام، والتي تحمل قصصاً إنسانية مؤثرة، تقول المخرجة والمنتجة الإماراتية علوية ثاني: «ما تحققه المرأة في حقل صناعة الأفلام، لا يتعلق بكونها امرأة، لأن الجانب المهني والاحترافي يتطلب خبرات ومهارات لا تفرق بين الجنسين، ولا بد من اكتسابها لخوض العمل في مجال السينما. وأشارت إلى أهمية المهارات المكتسبة في هذا المجال الرحب، الذي تشترك فيه فرق عمل نسائية».

معالجة استثنائية

وتؤكد علوية، التي عملت كمديرة فريق اختيار الممثلين في فيلم «العيد عيدين»، أن الجيل الجديد من صانعات الأفلام، مصدر حقيقي لازدهار المرأة في قطاع صناعة الأفلام، حيث أثبتت السينمائيات الإماراتيات، على مدار سنوات طويلة مضت، أن المرأة بشكل عام، لديها أسلوبها الخاص في ما يتعلق بالابتكار، ومعالجة القضايا، والتفنن في تقديم كل جديد، وخلف الكاميرا.

وتتابع: «تأتي الإنجازات من القصص الفريدة، ولحظات السحر في السينما، التي تأسر قلوب المشاهدين، وفن مشاركة حكايات الشخصيات التي يمكن أن يقع في حبها الجميع».

وتقول الممثلة والمخرجة الإماراتية ميرة المدفع، التي تخرجت في الجامعة الأمريكية في الشارقة، بتخصص مزدوج في الأفلام والمسرح: «لقد التقيت بالعديد من صانعي الأفلام أثناء عملي المستقل، ولا أعتقد أن هناك ندرة في صانعي الأفلام من النساء. الصناعة تنمو، والموهبة تتزايد في كل مكان.

هناك قيمة كبيرة في نوع القصص التي نكتبها ونروج لها، ونستمر في دعمها. عندما قمنا بالعروض التجريبية لفيلم «العيد عيدين»، كان هناك صدى لدى العديد من النساء من الجمهور الإماراتي والسعودي - كان رؤية تمثيل أنفسهن على الشاشة، يعني الكثير بالنسبة لهن. ولكي يكون للشخصيات صدى لدى جمهورك، فأنت بحاجة إلى عنصر الحقيقة». وتتابع: «المنطقة عبارة عن مجموعة غنية من القصص التي يجب مشاركتها، علينا فقط أن ننظر حولنا ونستمر في الإبداع».

Email