40 طفلاً يعزفون لغة الشعوب في مكتبة محمد بن راشد

الموسيقى لغة الشعوب التي لا تحتاج إلى ترجمة، هي تلك الإيقاعات الناعمة التي تداعب خيال الإنسان وتغذي واقعه، عرفها الإنسان منذ بدأ سماع حفيف الأشجار وموج البحر والأصوات والنداءات بين الناس، إلى أن تطورت لما أصبحت عليه في يومنا هذا، تزداد ألقاً وعمقاً يوماً بعد آخر.

وفي كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للموسيقى في 21 يونيو، الذي يتزامن مع التحول الصيفي ويعد أحد أطول أيام السنة. واحتفلت دبي هذا العام بحفل موسيقي مبهج قبل يومين، عزف فيه 40 طفلاً وطفلة من أوركسترا الإمارات السيمفونية على مسرح مكتبة محمد بن راشد، وسط حضور كثيف من محبي الفن وعائلات الأطفال.

وتضم الأوركسترا أطفالاً عازفين من عمر 5 سنوات إلى 15 سنة من مختلف أنحاء العالم، بقيادة المايسترو رياض قدسي منظم سلسلة حفلات المواهب والموسيقى الثقافية، قائد فرقة أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب، بالتعاون مع نخبة من الأساتذة والموسيقيين المشرفين الذين أضافوا بصماتهم في الأداء الموسيقي الاحترافي

سلسلة

ويعد هذا الحفل الأول من سلسلة حفلات المواهب والموسيقى الثقافية التي تم الإعلان عنها أخيراً، حيث تم توجيه دعوة لكافة المهتمين من الموسيقيين الشباب والمحترفين، للمشاركة والانضمام ليكونوا جزءاً من تقديم حفلات موسيقية ثقافية تضم الموسيقى الشعبية الكلاسيكية والعربية والإماراتية، والتي ستعقد كل 3 أشهر على مدار العام.

وتسلط هذه السلسلة من الحفلات الموسيقية الضوء على موسيقى الحجرة والعروض الفردية، كما تهدف إلى إثراء الحياة الموسيقية في دبي وإلهام وتمكين الموسيقيين والمحترفين في كافة أنحاء الدولة، لعرض مواهبهم في الصرح الثقافي المعرفي «مكتبة محمد بن راشد».

وأوضح المايسترو رياض قدسي، أن الهدف الأساسي من الحفل هو تسليط الضوء على المواهب الإماراتية الناشئة، وقدرة الأطفال من عمر 5 سنوات على العزف بشكل محترف على مختلف الآلات الموسيقية، مشيراً إلى أن أغلب العازفين في الفرقة بدأوا العزف في سن متأخر والبعض الآخر لم يستغرق تدريبه أكثر من 3 أشهر على الرغم من ذلك أظهروا براعة والتزاماً وقدرة كبيرة تلهم أبناء جيلهم وغيرهم ممن يحبون الموسيقى ولم يبدأوا بعد.

مناسبة

وأشار إلى أنه أسس هذه الأوركسترا قبل 30 عاماً تقريباً وسيتم الاحتفال بهذه المناسبة خلال نوفمبر المقبل من خلال عدة حفلات موسيقية ستكون مفاجأة مدهشة لكافة الحاضرين، حيث يتم التجهيز لها مع عدد كبير من الأطفال وأيضاً فنانين عالميين.

وقال: «يجب أن نبدأ الاهتمام بأبنائنا وهواياتهم الموسيقية منذ سن صغيرة جداً يمكن البدء في عمر الأربع سنوات، فالموسيقى تعلمهم الانضباط في الوقت والتدريب، وتعمل على ترتيب وقتهم ما بين الدراسة واللعب والجد، وتبعدهم عن شاشات الهواتف المتنقلة والألعاب الالكترونية، لتنمي مهاراتهم وذائقتهم وتجعل منهم موسيقيين ذوي بصمة في المستقبل».

عزف

الطفلة الإماراتية ريما الصايغ ذات الأربعة عشر ربيعاً تعزف على آلة الكمان ضمن الأوركسترا السيمفونية للشباب، بدأت العزف قبل سنة تقريباً، قالت لـ «البيان»: «أتمرن يومياً على آلة الكمان كما أتدرب على القوس والسهم، والموسيقى جزء مهم في حياتي وأنا سعيدة لأني اخترت تعلم العزف وسأستمر حتى تصبح لي بصمة خاصة في هذا المجال».

موسيقيون

وتم خلال الحفل تقديم مقطوعات موسيقية لموسيقيين عالميين مثل موزارت، وبتهوفن، وكوخلر، وريدينغ، وشتراوس وغيرهم، بتوزيع موسيقى أوركسترالي للمايسترو رياض قدسي.