الوسط الثقافي يحتفي باليوم الإماراتي للمسرح غداً

«أبو الفنون» في الإمارات.. عقود نجاحات منسوجة بوفاء الجمهور وثراء المضامين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد المسرح الإماراتي تطوراً ملحوظاً على مدى السنوات والعقود الماضية حيث حقق نمواً وتقدماً نوعيين، قاطعاً بهذا أشواط تميز مهمة منذ بداياته في القرن الماضي، وكانت القفزة المهمة في الصدد حين تم إنشاء العديد من المسارح والمراكز الثقافية التي تعنى بتطوير وتنمية هذا الفن الراقي، مما ساهم في ظهور جيل جديد من المسرحيين والمخرجين والكتّاب المبدعين الذين حققوا إنجازات لافتة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

وها هو الوسط الثقافي والإبداعي في الإمارات، وفي ضوء هذه المنجزات المتميزة، يحتفي بـ«اليوم الإماراتي للمسرح»، الذي يوافق يوم غد، الثاني من يوليو من كل عام، إذ اختارت جمعية المسرحيين في الدولة تاريخ يوم ميلاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ليكون موعداً وتاريخاً لهذه المناسبة، والتي تشكل فرصة لإبراز الإنجازات في الميدان والتعريف بالمواهب الوطنية ضمنه، حيث تتحقق نجاحات مهمة ويتم تنظيم العديد من الفعاليات والعروض المسرحية في مختلف إمارات الدولة، بهدف تعزيز الوعي الثقافي والفني لدى الجمهور، وتشجيع المواهب الشابة على المشاركة في هذا الفن الراقي.

كما تمثل هذه المناسبة فرصة لتكريم رواد المسرح الإماراتي وإبراز دورهم في تطوير هذا الفن وإثرائه بالأعمال المتميزة، فالاحتفال بهذا اليوم يؤكد أهمية المسرح في الحياة الثقافية والفنية للدولة، ويدعم جهود المبدعين المسرحيين.

مكانة

يقول الفنان الإماراتي ياسر القرقاوي، رئيس مسرح دبي الوطني: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، راعي النهضة الشاملة في الدولة، ارتقى، هو وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، بالثقافة والعلوم والفنون، ويواصلون هذا المشوار بثبات وتمكن وتطور. إذ عززت قيادتنا برؤيتها الحكيمة قيمة الفنون، ورسخت دعائم تقدم ووعي وسعة ثقافة الإنسان في مجتمع الإمارات، سواء كان مواطناً أو مقيماً وحتى زائراً، في محور التنمية المستدامة.

تلك هي جواهر ومحاور توجيهات وفكر واستراتيجيات قادتنا. ونجد أن نتائج توجيهاتهم ورؤاهم ودعمهم الحقيقي للجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بالحراك الثقافي، تبرز نوعية ومتطورة بشكل دائم حيث تواصل التركز في أعلى المستويات.

وبالتأكيد فإننا لولا تلك الرؤى والجهود لما حصلنا على هذه المكانة المحلية والخليجية والعربية في حقول الإبداع كافة، ومن بينها المسرح، حيث بتنا نتصدر مواكب الدول المتقدمة والمتحضرة في ميادين الثقافة، ومن بينها المسرح.

وأضاف القرقاوي: إن من بين أهم الجهات البارزة في مجال العمل الثقافي في الدولة، جمعية المسرحيين التي تحظى بدعم مهم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

ونحن في مسرح دبي الوطني نثمن بدورنا عالياً الجهود الطيبة والدؤوبة لقيادتنا الرشيدة، ونشكر المؤسسات المعنية للدعم الدائم لكل العاملين في الحقل الثقافي والفني، حيث أثمر هذا دعماً مهماً للمسرح الإماراتي مكن جميع المشتغلين به من أن يكونوا ذوي بصمة واضحة.

مسيرة وثمار

ويؤكد الكاتب الإماراتي جمال مطر أن المسرح الإماراتي قدم على مدار سنوات طويلة تجارب فنية ناجحة ولها حضورها وتاريخها الذي لا يمكن تجاوزه، إلى جانب مروره بتحديات كبيرة منذ نشأته، ومواجهته العديد من الصعوبات، إذ إنه تمكن من أن يكون ذا بصمة وحضور.

وتابع: «ربما يمكن وضع أولويات أكبر للمسرح في الإمارات، انطلاقاً من المسرحيين أنفسهم والمهتمين بهذا المجال، فقد شكلت قضايا الناس التي طُرحت خلال فترة انطلاقة المسرح بدولة الإمارات ذروة نجاح إنتاجاته.

ومن الجدير أن يكون الجمهور وقضايا المجتمع هي الهم الأول بأطروحاته، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الجوائز والتكريم المستحق لتلك الأعمال التي تحاكي صميم تحديات الناس اليومية والاجتماعية ستكون محصلة تلقائية؛ وهذا هو الإبداع الحقيقي على خشبة (أبي الفنون)».

وأكد مطر أن حب وقبول الجمهور ومتابعته للمسرح الإماراتي منذ انطلاقته قبل عقود مضت، كان له دور في المكانة التي وصل إليها اليوم، وهو ما يتم الاحتفاء به فعلياً في الثاني من يوليو، تجسيداً لاهتمام وتكاتف الدولة بكافة قطاعاتها الإبداعية والفنية لدعم مسيرة العمل المسرحي والمسرحيين.

وجدد مطر دعوته بأن يكون الجمهور هو الشغل الشاغل للمسرحيين، قائلاً: «يجب أن يكون هناك مسارح تسمى مسرح الناس، تحاكي همومهم وتحدياتهم، كما تأتي كمنصات للتعبير عنهم، كجهدٍ يسهم بشكل طوعي في تقليص المسافة في ما بين الجمهور والخشبة، وتقربهم إلى هذا الفن». كما لفت جمال مطر إلى أهمية وجود مسرح وأعمال مسرحية تُعنى بالمهرجانات والجوائز والمشاركات العالمية.

Email