محمد الحفري: الإمارات منارة إبداع عالمية

محمد الحفري

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطلق عليه بعضهم لقب «صياد الجوائز»، والبعض الآخر، يلقبه بالشهيد الحي لأنه نجا من تفجير في أحد مطاعم دمشق، تسبب في إصابته بعدد من الكسور وفقدانه لكعب قدمه.

فيما يطلق عليه بعض الأدباء الشباب لقب صاحب الظل الطويل.

الأديب السوري محمد الحفري، استطاع أن يجمع بين كونه روائياً، وقاصاً، ومسرحياً، وكاتباً درامياً، لديه 40 إصداراً، و25 جائزة عربية ومحلية، منها جائزة الشارقة للرواية العربية، وجائزة الطيب صالح العالمية، وجائزة الدولة التشجيعية للآداب. وهو يؤكد في حواره مع «البيان» أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت منارة حقيقية في مجال الفنون والآداب ووجهة الكثير من المبدعين العرب.

ويرى من جهة أخرى أن بعض ما كتب من روايات في سوريا خلال سنوات الحرب قد يكون ردة فعل، أو جاء من فراغ عانى منه الناس في وقت المحنة، ويشير في الوقت عينه إلى ما يصفه «بالتباين الكبير بين الروايات الصادرة داخل سوريا، والصادرة خارجها والخاصة بموضوعة الحرب». ويقول في هذا السياق: «لكن لا يمكننا سوى احترام ما كتب».

ويقول عن بداياته والأثر الذي تركته بيئته الجنوبية على مجمل أعماله: دائماً السؤال عن البداية محرج وموجع في آن، فقد ولدت وأنا مولع بالقراءة، ولم يكن يتوفر لنا من الكتب سوى تلك الصفراء، التي تتحدث عن سيرة عنترة، وأبو زيد الهلالي، والزير سالم، وغيرها، لكن الحكايات التي تروى في الليل عن الجن، والحيوانات المفترسة؛ بقدر ما كانت ترعبنا، فقد شكلت بالنسبة لي مخزوناً هائلاً استخدمته كثيراً في مجال السرد وما زلت، فهو كثير ولا يمكن أن ينضب.

والحقيقة، أن طبيعة قريتي الساحرة شكلت في داخلي معالم جمالية خاصة، فنهر اليرموك يحدها جنوباً، ومن خلفه الأراضي الأردنية، ونهر الرقاد يحدها من جهة الشمال، ومن خلفه أرض الجولان، وعند نهاية أوديتها يلتقي النهران.

وهذا يعني أنها شبه جزيرة، والفرد فيها يستيقظ على صوت أجراس قطعان الماشية، وعزف الشابات ومواويل الحصادين، وغناء الرعاة، وصوت المياه، الذي يبدو كأنه أنشودة لا تتوقف. لقد ولدت مع الحزن والبكاء، بعد أن فقدت أسرتنا ثلاثة من أفرادها، وأمي لم تتوقف يوماً عن البكاء، وكانت تحفظ الكثير من الشعر البدوي، وهذا أيضاً ساعدني في مسيرتي الإبداعية.

لا أحكام

وعن واقع الرواية في سوريا والوطن العربي، يقول: لا يمكن الحكم على واقع الرواية بشكل عام وقطعي، وذلك لأن الإبداع مسألة فردية، فقد نجد رواية رائعة صدرت في هذا المكان، ونجد رواية أخرى لا ترتقي إلى مستوى الرواية صدرت من المكان ذاته، وهذا ربما ينطبق على نتاج الكاتب الذي تتفاوت سوية كتابته.

وفي خصوص الهائل من الأعمال الروائية التي صدرت في سوريا خلال فترة الحرب، يبين الحفري أن بعضها قد يكون ردة فعل، وبعضها جاء من الفراغ الذي عانى منه الناس في وقت المحنة.

وبالتأكيد بينها ما هو ثمين ويشار إليه بالتقدير. ويتابع «دعني أشير في هذا المجال إلى التباين الكبير بين الروايات الصادرة داخل سوريا والصادرة خارجها والخاصة بموضوعة الحرب، ولكن لا يمكننا سوى احترام ما كتب، فهو جهد وتعب وعرق، ولأن الكتابة في نهاية الأمر هي وجهة نظر خاصة، بمعنى أن كل واحد منا يرى من الزاوية التي يقف فوقها».

قيمة

ويحكي الحفري عن الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات للآداب والفنون على المستوى العربي: أقولها بكل صراحة ومن دون مجاملة أو محاباة، إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي منارة حقيقية في مجال الفنون والآداب، ولا نبالغ لو أضفنا الكثير من المجالات الأخرى، ولو نظرنا إلى عدد المسابقات والمهرجانات التي تقيمها سندرك ذلك، كما أنها تدعم المسرح والكثير من الفعاليات والأنشطة، وهي قبلة يتوجه إليها الكثير من المبدعين العرب، وهذا ما لمسته بنفسي حين زرت دولة الإمارات والحفاوة والاهتمام الكبير الذي حظينا به.

Email