سلمى المنصوري: «أتذكر في ألوان» رحلة انتماء وعودة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد أعمال الفنانة الإماراتية سلمى المنصوري «أتذكر في ألوان» مصدراً للإلهام والشغف بالتصاميم الزجاجية وإبداعات دار عريقة متخصصة في صياغة القطع الزجاجية احتفت مؤخراً بتعاونها مع جاليري «فيريتّي» للفن المعاصر بدبي .

حيث ترتكز الأعمال المعروضة ما بين لوحات وقطع زجاجية على الثيمات الأساسية التي تتخلل أعمال المنصوري التي تدور فلسفتها حول أن المكان ليس مجرد موقع جغرافي بل هو عبور لفهم بناء هوياتنا وانتمائنا الإنساني.

مكان وذاكرة

وفي سياق المعرض تؤمن المنصوري، وهي فنانة متعددة التخصصات ولدت في غياثي، الظفرة، في عام 2001، بأنها كثيراً ما تتمحور ممارساتها الفنية حول تقاطعات المكان والذاكرة، مما أسفر عن مجموعة متنوعة من الأعمال التي تمتد من تركيبات موقعية محددة إلى التصوير والنحت والسيراميك والتصوير الفوتوغرافي والفيديو.

العودة إلى الجذور

وتقول المنصوري إن مجموعة «أتذكر في ألوان» هي خارج إطار جغرافية المكان والزمان كونها تكتسي بشكل غير مقصود الأفكار والعواطف والذكريات.

وبالنسبة لها، على اعتبار أن الشعور بالمكان أن يربطنا بعمق بجذورنا، ثقافتنا، وهويتنا. وعبر لوحاتها، تجد سلمى الراحة والشفاء على حد تعبيرها، من خلال عمل علامات دقيقة وطبقات من الألوان.

تمثل كل رشة جزءاً من رحلتها وانعكاساً للأماكن والمساحات التي تحمل أهمية في حياتها، وتقوم بجمع الذكريات، سواء من خلال سلاسة الفرشاة والأكريليك أو عن طريق جمع المواد والأشياء لتكون وسائط للاستكشاف من خلال الرسم، واللوحة والوسائط المختلطة.

الطبيعة الحضرية

وفي ما يتعلق بأهمية موطنها وتأثير بيئتها الحضرية على ممارساتها الفنية، قالت المنصوري: عبر سلسلة لوحاتي أسعى إلى تجسيد جوهر مدينتي «غياثي» التي تقع على بعد 250 كيلومتراً من مدينة أبوظبي، وتبعد 20 كيلومتراً عن الساحل وهي مشهورة بمراعيها الغنية ومزارعها.

وكانت في الأصل مكاناً لتجمع القبائل الرحل ومركزاً معروفاً للحفريات الأثرية، التي شكلت بيئاتها المتنوعة مصدراً استثنائياً لتجاربي الفنية متعددة الوسائط ومن ضمنها المجموعة الجديدة التي تجمع بين لوحاتي الفنية والقطع الزجاجية ذات النسخ محدودة الإصدار حيث تتعمق هذه السلسلة في مناظر طبيعية متنوعة، من الصحراء الشاسعة إلى البيئة الحضرية المتطورة في مسقط رأسي غياثي.

حوار الثقافات

وعن تعاونها مع الدار التشيكية المذكورة، العريقة بتصاميمها منذ أكثر من 166 عاماً، ضمن معرضها الأخير جنباً إلى جنب مع سلسلة الألوان المؤثرة «أتذكر في ألوان»، أكدت المنصوري أن القطع ككل تسلط الضوء على الارتباط العميق بين المكان والذاكرة والهوية، وتعكس فنون وتقنيات صناعة الزجاج التقليدية.

وتتابع: تجسد لوحاتي احتراماً عميقاً للتراث والتزاماً بالتطور الفني بينما يستكشف الزوار هذا الدمج الفريد من الفنون، التي تحدد إرث الدار وهويتي الفنية المحلية. هذا التعاون لا يحتفل فقط بجمال الحرف اليدوية الدائم، بل يؤكد أيضاً الحوار المستمر بين الماضي والحاضر، بين التقليد والابتكار، في عالم الفن المتطور باستمرار والدمج بين الصناعات التقليدية التاريخية والفن المعاصر.

 

 

 

 

 

 
Email