خولة أبوصالح تقرأ مدرسة القيادة في الإمارات تشكيلياً

فنانة بريشة كلاسيكية تفرعت في عملين لقائدين ملهمين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء لقاؤنا بالفنانة السورية الشابة خولة أبوصالح، وليد الصدفة، بيد أنه جسّر لاكتشاف مبدعة مسكونة بالفن وقضاياه، أسدلت على أعمالها التي تبدع طابعاً أكاديمياً وكلاسيكياً، كونها لا ترسم لوحات فقط، بل تختزلها لترسم مزاجها مرة، وفضاءها مراتٍ أُخر.

كما لو أنها قطعت عهداً على نفسها، بأن تعيش «لترسم». وبشاعرية من يصوغ حضوره على هذه الأرض استناداً إلى الفن، توجهت الفنانة لتوثيق الثقافة المحلية إبان انتقالها إلى دبي، في محاولة للتعرف على المدينة الجديدة بثقافتها، قائلة إنه ليس هنالك فعل أسمى لإنجاز ذلك إلا عبر الرسم.

كينونة وبحث

وشأن من يتحسس روحه الأصيلة عبر فنه، يبرز البحث والتقصي في حديث أبوصالح، في ملمح منطقي شكل جوهر وكينونة عمليها الفنيين اللذين شاركت بهما في معرض «تشكيل» خلال دورته الجارية. وتقول الفنانة، التي تحمل شهادة في علم الآثار.

وتعمل في مجال الإبداع البصري مديراً فنياً، إنها بحثت مطولاً في مضامين وأسلوب القيادة في دولة الإمارات، وهنا تشير أبوصالح في هذا السياق إلى أن لوحتها التي رسمتها لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تستطرد في وصف رؤى القائد الراحل، وكيف كان يرسم طموحاته المستقبلية على رمال الصحراء ليبصرها الشعب حقيقة وواقعاً وفي مدة زمنية مدروسة. إنها دائماً رؤية نابعة من تجربة وخبرة قائد يمتلك من أدوات الحكمة والبصيرة، ما جعله يقدم للعالم بأسره دروساً في استشراف المستقبل.

سمة ومنجزات

وفي مشهدية مترعة بالرمزية، تعمدت الفنانة المتخصصة في الفن والتصميم المعاصر، رسم لوحتها الثانية التي تناولت في سمتها الأساسية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

وقد عنونتها بـ «الإنجازات»، في احتفاء بصري بمنجزات دبي المتعددة، من بينها سماء اللوحة الذي أشار إلى حدث «إكسبو 2020»، ونجومها كمنارات تستقطب الجميع لزيارتها. وأشركت الفنانة الأفق الهندسي والمعماري من خلال ناطحات السحاب، مستحضرة من خلالها الحداثة، باعتبارها هوية حاضرة ومتجسدة على أرض الواقع.

اتساق واستدراج

وعبر عمليها هذين، وكأي فنان يتعمد رسم مخططات أعماله الفنية، أماطت الفنانة السورية الشابة عن اتساق ديناميكي يستدرج متأمل اللوحتين نحو قبضة اليد. قبضة اليد التي تشير إلى الإرادة والعزيمة وتكررت في لوحتيها كما لو أنها تسعى لتجسير كل التحولات في دولة الإمارات، غير مكتفية بالرسم فقط، بل قدمت دلالات للقيم التي تشكلت عليها الدولة، يحدوها عزم القيادة وثقتها وقوتها وإصرارها ضمناً وعلناً.

ومن جانب آخر، برزت في العملين ثيمة وعناصر البيئة المحلية من خلال الملابس التقليدية وجغرافيا المكان والتضاريس المحيطة بالقائدين الملهمين، في إيماءة لتأثر الفنانة بفن الباروك الذي يعرف بتقديمه للفنون التشكيلية انطلاقاً من سياقات تاريخية وثقافية مختلفة.

مسعى توثيقي

وفي متابعة لمسارات عمل الفنانة خولة أبوصالح التي أغنتنا بتعابيرها الفنية، وتزاول تدريس وتقديم ورش الرسم في دبي من حين لآخر، تلفت إلى أنها استغرقت نحو العامين في إتمام عمل كل لوحة على حدة، بمجموع 4 سنوات لكليهما، متخذة أسلوباً تعبيرياً واحداً، فهما متصلتان لا محالة.

وذلك بسبب الأدوار التي لعبها القائدان في بناء وتطور الدولة. وتوضح أن العملين يأتيان ضمن سلسلة من 5 لوحات لم تكتمل بعد، في مسعى فني لتوثيق ثقافة الإمارات في خط زمني معين، وفي استدراج لفن كلاسيكي مَثّلَ أنجع وسيلة لفعل ذلك.

 

Email