المسرح الإماراتي بين الأصالة والتقنية الحديثة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد المسرح الإماراتي نهضة ملحوظة في جذب المواهب الجديدة وتنمية المهارات الفنية. وفي ظل الثورة التقنية والمعلوماتية، يتساءل البعض عن مستقبل المسرح: هل سنرى مسرحيات بتقنيات جديدة، أم يظل جمال المسرح وأصالته مرتبطين بالشكل التقليدي على خشبة المسرح وأمام جمهور حقيقي؟

الفنان والكاتب المسرحي عبدالله مسعود قال لـ«البيان»: المسرح الإماراتي استطاع منذ القدم أن يستقطب المواهب، ويدخلها ويشركها في العملية المسرحية، ولكن تختلف الأدوار هنا بين المؤسسات والجمعيات والفرق المسرحية. ويبقى الدور الأهم على عاتق الفرق المسرحية في تكوين وخلق ورش مسرحية، تساعد على اكتشاف هؤلاء المبدعين وإظهار إمكانياتهم. هذا الدور تراجع قليلاً للأمانة، إلا من بعض الفرق المستمرة في نهجها وهو إبراز المبدعين الجدد.

وتابع: هناك دور مهم وبارز لدائرة الثقافة بالشارقة، عبر مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، والذي ينتج كل عام مبدعين وطاقات جديدة، ويبرز على أقل تقدير 10 طاقات ابداعية. وهذا يعتبر محفزاً كبيراً. وبتضافر جهود المؤسسات المعنية بالمسرح في الدولة سيبرز المزيد من المواهب والمبدعين.

وعن مدى توفر عروض مسرحية بتقنيات متطورة، أكد الفنان أن المسرحيين الإماراتيين مطلعون على التجارب الأخرى، وقال: شاهدنا عروضاً مسرحية تعتمد على التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة في خلق صور مختلفة، وأحداث ومشاهد حقيقية، وجعلها على خشبة المسرح مرئية كأن فيلماً سينمائياً أو شخصيات تحاكي الشخوص المرسومة في النصوص المسرحية.

وأضاف: يجب أن يتغير المسرح التقليدي وأن نحاكي التطور الحاصل في المجتمعات. إن كان بالتواصل مع أقرانه أو قراءة الأخبار وكل ما يمكن التقاطه في هذه الحياة، إذ يجب علينا أن نبحث عميقاً ودائماً ونجد الحلول لكي يستمر المسرح نابضاً بالحياة ويقوم بدوره المنوط به. وأردف: نحتاج إلى مفاهيم وطرق جديدة للمسرح تتماشى مع التطورات والمتغيرات الحاصلة حوله وفق معايير ونظم إنسانية وأخلاقية.

وتحدث الكاتب المسرحي أحمد الماجد عن المواهب الجديدة على المسرح الإماراتي وقال: المسرح الإماراتي منذ عرفناه بيئة جاذبة للشباب، بما يحويه من تنوع وما يتضمنه من معارف، وما فيه من مساحة واسعة لعرض إبداعات كل راغب، باعتباره منطقة قابلة للتعامل مع كل فنون العصر وتقنياته وما فيه من إبهار ودهشة محببتين لدى الشباب وأصحاب المواهب.

وأضاف: التقنيات والمعلوماتية صارتا ضرورتين مهمتين في كل مجالات الحياة، ومنها المسرح الذي ظل منذ نشأته عنصراً قابلاً للتطور وفي ذلك ما رأيناه في الماضي من أساليب ومدارس تطورت ولم تبقَ على حالها، والمسرح مضطر لأن يتعامل مع البيئة التي ينشأ فيها فالتقنيات والمعلوماتية ساهمتا في خلق رؤى بصرية مغايرة للمخرجين وقادرة على منح الجمهور الدهشة، بشرط ألا تطغى التقنيات على الكلمة المنطوقة ولا تعمد إلى تقزيم دور الممثل في العرض، باعتبار أن المسرح يختلف عن باقي الأجناس الأخرى بأنه فن الممثل أولاً ثم تأتي باقي التفاصيل بعده. ومن جهتي أنا دائماً مع الاعتدال في التعامل مع ما يرد من أساليب حداثية في المسرح، لا للعودة إلى المسرح القديم ولا للانخراط في التقنيات على حساب العرض، ويمكن دمج القديم بالجديد لخلق عرض مسرحي قادر على جذب الجمهور، دون أن يلغي أحدهما الآخر.

Email