لوحات بدر عباس توثق جمال شوارع دبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تأخذنا مجموعة الفنان الإماراتي بدر عباس الأخيرة «إيجاد طريقتك مع الفن» في رحلة مفعمة بالذكريات عبر الشوارع والأحياء، وأهم لافتات الطرق المشهورة المؤدية إلى الوجهات في إمارة دبي، المدينة الثقافية المعاصرة .

والتي تواكب المتغيرات وتفرض حضورها الإنساني بجماليات من الثقافة الشعبية والتقاليد المتوارثة. ويعرض الفنان أعماله في معرض «صنع في تشكيل» في منطقة السركال افينيو والمستمر حتى 27 أغسطس المقبل.

ويقول الفنان التشكيلي وعضو «جمعية الإمارات للفنون التشكيلية»، بدر عباس لـ«البيان» حول عنوان المجموعة المكونة من 8 لوحات: «الحياة رحلة مليئة بذكريات الطرق التي سلكناها للوصول إلى ما نحن عليه اليوم، إنها بعض هذه الذكريات والمشاعر التذكارية والتجارب التي لا تنسى.

والتي نحتفظ بها مكدسة في أزقة مختلفة من عقولنا، غالباً ما تكون لافتات الطرق بمثابة تذكير بالأماكن التي ذهبنا إليها، والوجهات التي قمنا بتغطيتها في كثير من الأحيان، والارتباطات غير النمطية للمدن والبلدات التي عشنا فيها».

فن شعبي

ويشير بدر إلى أنه يعبر عن نفسه من خلال تفسيراته المذهلة للفن التكعيبي الحديث عبر أعماله التي تعكس الحياة والبيئة المعاصرة للمجتمع الإماراتي.

ويضيف: «تستند ممارساتي الفنية إلى توثيق التراث الشعبي الإماراتي عبر تشكيلات فنية ورموز مستوحاة من التقاليد والثقافات العربية القديمة والحديثة.

وأعتقد أن لوحاتي في مجملها يسهل تفسيرها وفهمها للمتلقي، كونها تعكس تفاصيل المجتمع المحلي والتعبير عنه بتقنيات الفن التكعيبي وببصمتي التي يغلفها المرح، وعشقي للرسم والألوان وكذلك هي ممزوجة بأحلامي وطموحاتي وكذلك تجاربي الخاصة والتي تجمع بين الثقافة والتكنولوجيا لرسم ملامح أنماط الحياة».

إيقاع معاصر

وحول أهمية أعماله التي اشتهرت بخفة ظلالها وانغماسها في الذكريات وتوثيق اللحظات اليومية في الشارع الإماراتي يقول بدر: «الفن أحد أهم ركائز القوة الناعمة، ولطالما ما أثبت قدرته على تغير العديد من وجهات النظر، وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية والبيئة، بالتوازي مع عادات وأنماط الحياة في الشرق الأوسط، وكفنان إماراتي نشأ وترعرع في أوساط الثمانينيات.

فقد استطعت اختزال وتصوير أفكاري وفلسفتي المتنامية منذ طفولتي حول العديد من المتغيرات المجتمعية والثقافية وسط انتشار ثقافة البوب ومسلسلات الأنمي، وعشقنا للرياضة واكتشاف أنماطها العالمية وإرثها التاريخي والتكنولوجيا متسارعة الإيقاع، وغيرها الكثير من التأثيرات ذات الصلة بأرشيف الفنون محلياً وعالمياً».

شارع جميرا

ويتابع بدر: «كفنان ذاتي التعلم، أعتقد أن رحلتي من الواقعية الكلاسيكية أسهمت في إيصال تكريس بصمتي الخاصة لدى الجمهور المتلقي، وكذلك من خلال أعمالي التي عرضت محلياً ودولياً، لتكون بمثابة جسر حيوي بين الماضي والحاضر، ووسيط ديناميكي بين التقاليد والحياة المعاصرة، خلال مشواري لتجسيد جوهر الوجود النابض بالحياة اليوم.

كما هو الحال في مجموعتي الأخيرة «إيجاد طريقتك مع الفن» ومنها العمل الفني «طريق جميرا» والتي توثق شارع جميرا الأيقوني، كونه ضاحية شاطئية نموذجية وأحد الأحياء الأكثر تميزاً في دبي».

ويردف: «لوحة «انعطاف U» هي رسالتي حول الأهداف ومواجهة الصعوبات، وكذلك الاستفادة من أهم المنعطفات لأحداث تغير إيجابي أو ربما مبهج كما هو الحال في العمل الذي يشير إلى اتخاذ انعطاف U للوصول إلى وجهتك».

السرعة ممنوعة

وفيما يتعلق بتفسيراته المرحة والملهمة في لوحته «السرعة ممنوعة»، يقول بدر: «عندما تكون في دبي، لا يمكنك أن تفوت الأبراج الشاهقة والطرق السريعة متعددة المسارات وعالية السرعة، تماماً كما سترى بالتأكيد رادارات الطرق ذات الطراز المستقبلي الفائق والمظهر الفضائي تماماً، كما أن دبي بالتأكيد مدينة رائعة عندما يتعلق الأمر بالطرق والبنية التحتية والتقاطعات، والإشارات والشوارع الجميلة».

سوق الذهب

ويضيف بدر: «تتضمن المجموعة أيضاً توثيقاً لأهم الشوارع والمناطق في قلب إمارة دبي، ومن أهم الوجهات السياحية والعالمية ومنها العمل الفني «كل هذا اللمعان».

فعندما تكون في دبي ترى البريق والجمال، فهي موطن سوق الذهب في ديرة، وهو أكبر سوق ذهب في العالم، معروف بأسعاره المواتية، أنماطه والمشاهد البراقة للذهب والمجوهرات، وغالباً ما يكون سوق ديرة مركز جذب للسياح لتخزين معادنهم المفضلة اللامعة».

شارع الفهيدي

ويشير بدر إلى أن لوحة «بر دبي القديمة الجميلة» تسلط الضوء على أهمية المنطقة وجمالياتها التاريخية، فلا شيء يرمز إلى الطراز القديم مثل شارع الفهيدي. العلامة الزرقاء والبيضاء الساطعة هي تذكير بالعصر الذي تركناه وراءنا، والذكريات التي نحملها. بر دبي القديمة الجميلة هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء، التجارة، أسلوب الحياة، المجتمع الناشئ والثقافة.

 

Email