المخيمات الصيفية في دبي.. بيئة إبداع مستدامة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تطوير المهارات واكتساب الخبرات في أجواء من المرح والإبداع، هي متطلبات أساسية لقضاء عطلة نهاية العام الدراسي لكثير من الطلاب خلال موسم الصيف، ومصدر جاذب لاهتماماتهم وتفاوت قدراتهم.

وكذلك أيضاً نشاطاتهم التفاعلية، وفقاً للبرامج الثقافية المدروسة بعناية من قبل الجهات والمؤسسات التربوية والثقافية التي تشرف على المخيمات الصيفية ودوراتها في كل موسم، وأبرزها مخيمات هيئة الثقافة والفنون بدبي «دبي للثقافة»، خلال يوليو الجاري وأغسطس القادم، بهدف فتح الآفاق أمام الصغار.

وتشجيعهم على اكتشاف مواهبهم المختلفة، وتعزيز روح الابتكار، وتحفيزهم على إطلاق العنان لمخيلاتهم، وتمكينهم من تنمية مهاراتهم، وهو ما يتناغم مع توجهات الهيئة، الهادفة إلى تهيئة بيئة إبداعية مستدامة قادرة على إلهام الأجيال القادمة، وإثراء معارفهم.

ولفت عبدالله الفلاسي مدير متحف الاتحاد، إلى أهمية المخيمات الصيفية، ودورها في صقل خبرات الأطفال وتنمية مهاراتهم. وقال: «تُعد المخيمات مصدراً للإلهام، ومنصة مثالية لاكتشاف مواهب الصغار ومهاراتهم، وتحفيزهم على تطويرها عبر إطلاق العنان لخيالاتهم، من خلال سلسلة من ورش العمل والتجارب الثقافية المستلهمة من قصة الاتحاد، وحكاية تأسيس الدولة، ما يسهم في ترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم».

مؤكداً حرص «دبي للثقافة» على تهيئة بيئة تعليمية تشجع على نمو أصحاب المواهب، وإثراء مخزونهم المعرفي، وتمكن الناشئة من بناء شخصياتهم، وتعزز تواصلهم مع الآخرين، ما يرفع ثقتهم بأنفسهم، إلى جانب تطوير تفكيرهم الإيجابي، ورفع مستوى قدراتهم على تحمل المسؤولية، ومهارات العمل الجماعي.

قيم التواصل

وأشار عبدالله العبيدلي مدير متحف الشندغة بالإنابة، إلى أهمية ودور المخيم في بناء أجيال مبدعة، وهو ما يتناغم مع التزامات «دبي للثقافة»، الهادفة إلى توطيد علاقة الصغار بالتراث المحلي، وترسيخ قيم الولاء والهوية الوطنية لديهم.

وقال: «يمثل المخيم الصيفي فرصة لتعريف الناشئة إلى ثقافة دبي وتراثها الأصيل، وبيئاتها المتنوعة، وعلاقة سكانها مع البحر، وتحفيزهم على استكشاف ملامح الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة في المنطقة قديماً، وما تميزت به من عادات وتقاليد، وأهمية صون التراث المحلي والمحافظة عليه».

منوهاً بأن سلسلة الأنشطة التي يقدمها المخيم، تجمع بين الأصالة المستوحاة من بيئات دبي، والحداثة التي تعكس روحها الإبداعية. وأضاف: «تشكل حياة الأجداد وطريقة عيشهم وقدرتهم على مواجهة التحديات المناخية، مصدراً مهماً لتصميم برامج المخيم، التي نعمل من خلالها على إعداد الأطفال للمستقبل، عبر تنمية مهاراتهم وتدريبهم على العمل الجماعي، وتعزيز قيم التعاون والتعاضد لديهم، وتشجيعهم على مد جسور التواصل في ما بينهم، ضمن أجواء مرحة».

طاقات ناشئة

وأكد عبدالرحمن كلبت مدير إدارة المكتبات العامة في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، أهمية المخيمات الصيفية، ودورها في تمكين الأطفال وتطوير قدراتهم، وتعزيز مهارات العمل الجماعي لديهم. وقال: «يمثل المخيم الصيفي بيئة إبداعية قادرة على إعداد الصغار للمستقبل، وتحفيز روح الابتكار لديهم، عبر تدريبهم على طرق تصميم وبناء المدن الذكية، والتخطيط العمراني.

وأساليب إنشاء المزارع المستدامة، إلى جانب إمكانات الاستفادة من الثقافات الأخرى في ابتكار منتجات إبداعية، والتعرف إلى استراتيجيات برنامج «شارك تانك» في ريادة الأعمال، وغيرها، وهو ما يسهم في منحهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم، وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات».

لافتاً إلى أن المخيم يتضمن سلسلة من ورش العمل والفعاليات التي تمزج بين التعليم والمرح، وتثري المخزون المعرفي للناشئة، ما يعكس حرص «دبي للثقافة» على إلهام الطاقات الناشئة، وتشجيعها على الإبداع، مشيراً إلى أن المخيم سيشهد أيضاً تنظيم معرض «الكتاب المستعمل» في مكتبة الصفا للفنون والتصميم.

وقال عادل عمر مدير أول إدارة المشاريع الخاصة والإعلامية في مركز الجليلة لثقافة الطفل: «يتمتع الأطفال بآفاق واسعة، تُمكنهم من تجاوز حدود المكان، والتعبير عن حاجاتهم ورغباتهم وتطلعاتهم، وقد حرصت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، من خلال مخيماتها، على تسخير كافة الإمكانات الهادفة إلى تطوير مهارات الصغار المعرفية والفكرية، وصقل قدراتهم الإبداعية، ما يجسد دور الهيئة في تهيئة بيئة مستدامة وداعمة للأطفال».

وأضاف: «يوفر مخيم مركز الجليلة لثقافة الطفل الصيفي لرواده، تشكيلة متنوعة من التجارب الفنية والثقافية، التي تسهم في تمكينهم من استثمار أوقاتهم، وتطوير قدراتهم وتحفزهم على الإبداع، وتعزز ثقتهم بأنفسهم»، منوهاً بأن المخيم يسعى عبر أنشطته وفعالياته المبتكرة إلى توفير مساحة للتعلم، وتحفيز الصغار على إطلاق العنان لمخيلاتهم، واستكشاف قدراتهم الإبداعية.

 

Email