«عدسة وضوء» في دبي.. أعمال فنية توثّق التجارب الإنسانية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يرصد معرض «عدسة وضوء.. لحظات تحت المجهر»، المقام في غاليري «أيام» في دبي، ويستمر حتى 31 أغسطس المقبل، عمق التجارب الإنسانية التي يمكن أن تلتقطها عدسات المصورين، لتوثيق المسارات المجتمعية، وتسليط الضوء على الأحداث المجتمعية والفردية في حياتنا.

يشارك في المعرض كوكبة من الفنانين، منهم: عمار البيك، سما الشيبي، هدى بيضون، ماجد كورانج بهشتي، عمار عبد ربه، فيصل سمرا، رولا الحلاوني، نصوح زغلولة، وتمام عزام.

الرسم بالضوء

ويتضمن المعرض أعمالاً فنية، تتداخل فيها العديد من الوسائط الفنية كفن الكولاج، مع تقنيات التصوير الفوتوغرافي، وذلك لإحداث مسار حركي وتفاعلي للصور التي تم تعديلها ودمجها، بهدف توسيع مساحات حرة للفنانين، لإعادة تشكيل ممارسات الفن والتعبير الثقافي. يتميز المعرض بقدرته على تخليد اللحظات، فيما يُعرف حرفياً بفن الرسم بالضوء، الذي ظهر في القرن التاسع عشر.

وكانت في البداية تنحصر استخداماته على أغراض البحث العلمي والتوثيق، ومع توسع قدراته التقنية، توسعت أيضاً إمكاناته الفنية، وقد لعبت هذه الوسيلة دوراً كبيراً في تعميق جوهر التجربة الإنسانية، بالتوازي مع تاريخ الفنون المعاصرة، وكذلك الثقافة الشعبية.

وحول أهمية المعرض الذي يوثق تجارب فنية وقصصاً ترصدها عدسات الفنانين المشاركين في المعرض، تقول المصورة الفوتوغرافية الفلسطينية رولا حلواني:

في البداية، يسعدني عرض أعمالي ضمن معرض مشترك في غاليري «أيام» بدبي، وسط حراك ثقافي وفني مفعم بالحيوية والتقدير لكافة الفنون والوسائط، التي يطرحها الفنانون من جميع أنحاء العالم، تحت مظلة ودعم المؤسسات الفنية والثقافية في دبي النابضة بالإبداع والابتكار.

عمق التجربة

وتضيف رولا: بلا شك، تلعب العدسات وتقنيات التصوير الفوتوغرافي دوراً استثنائياً في توثيق لحظات ومقتطفات من ساعات وأزمنه لن تتكرر في حياتنا، ويتميز الفنان بعمق التجربة والإحساس خلال توثيقه لتلك المشاهد العابرة، والتي في مجملها توحي برؤية وتفسير المصور. وتتابع: من خلال التكوين والإضاءة وموضوع الصورة، يتحول التصوير الفوتوغرافي إلى حوار بصري.

حيث يمكن للكاميرا أن تصبح أداة لتجاوز حدود الواقع. وتتمثل أهمية هذه اللحظات، ليس فقط في طابعها الزمني، بل في الأثر الدائم الذي تتركه على وعينا الجماعي، كما هو الحال في سلسلة أعمالي «إلى أبي» ضمن المعرض.

وتضيف: يلعب التصوير الفوتوغرافي دوراً حاسماً في توثيق المناظر الطبيعية المتنوعة لمواقع وأماكن فلسطينية عامرة بجماليات الهندسة المعمارية والناس، ولحظات نادرة، تحلق بنا بين الاستمرارية والتغيير، وتسكن في زاوية الذاكرة المتلاشية.

وخلال المعرض، تبلور الصور لحظات عابرة من الفرح والإشباع لدى المتلقي حيث، تنقش الذكريات في نسيج كياننا، وتكون تذكيراً مؤثراً بجمال الحياة والتفاؤل. ومن خلال عدسة التصوير الفوتوغرافي، المغمورة بالشدائد والألم والاضطراب، يمكن أن تصوّر الحقيقة الغائبة لتجربة الإنسان.

سرد بصري

وفى مجال السرد البصري، يوثق الفنان والمصور الفوتوغرافي الفرنسي من أصل سوري، عمار عبد ربه، الوجود الإنساني متعدد الأوجه، عبر صورة «المصلين في الحرم المكي».

وتلمح أعمال الفنان الألماني من أصل سوري، عمار البيك، إلى القضايا الاجتماعية والسياسية، حيث يستلهم تفاصيل من حوله.

حيث يسعى للكشف عن تعقيدات العلاقات الإنسانية، مقدماً وجهات نظر متنوعة، وتتبعاً لتقلبات الأمور، ولكل حكاية إطارها الخاص بها، فهي عبارة عن مجموعة منتقاة من خامات نيجاتيف تعود إلى فترة الخمسينيات من القرن الماضي، كانت موجودة داخل كاميرات قديمة اشتراها، وأعاد الاشتغال على تلك الخامات، ليشكل منها ثيمة رئيسة.

تصوير مفاهيمي

وتبرز في المعرض لوحات الفنانة متعددة الوسائط، الأمريكية من أصل عراقي، سما الشيبي، حيث تتفحص صورها الفوتوغرافية، الروابط بين الثقافات المختلفة التي تتعرض لتهديد التهجير، وتسليط الضوء على الترابط الجيولوجي والترابط البشري، واستكشاف مواضيع الذاكرة والهوية والانتماء.

وذلك بالتوازي مع أعمال الفنان البحريني، وأحد رواد الفن التصويري والمفاهيمي، فيصل سمرة، والتي تجمع بين عناصر التصوير الفوتوغرافي والأداء لإنشاء تجارب غامرة وتحفيزية.

ظاهرة ميكي

وتضمن المعرض أيضاً أعمالاً استثنائية، كنموذج يدرس لكافة الجوانب الرسمية للتصوير والتصنيع، وتميزت لوحات الفنانة السعودية هدى بيضون في المعرض، برسم هامشي لشخصية ميكي ماوس، واستخدام الألوان كإحدى الأدوات الرمزية في العمل، للإشارة لقضايا أو مفاهيم اجتماعية، تاركة المجال للغموض.

ومسارات مشرعة نحو تفسيرات لا نهائية، وفقاً لتقدير المتلقي، مع الإشارة إلى ظاهرة «ميكي المخفي»، وهي تقنية تضع ممارسات الفنون البصرية للفنان تحت القناع، ولكن بشكل واضح، حيث يصبح المجرد ملموساً، والعابر أبدياً.

 

Email